سهام الدريسي.. صوت مغربي للتنمية المستدامة يتألق ضمن طاقم برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي
(محمد كورسي)
نيروبي – تعد سهام الدريسي، التي قدمت إلى كينيا في فبراير 2016 ، نموذجا متعدد الثقافات وملهما للاندماج بالنسبة للعديد من المغاربة المقيمين في كينيا. وتعتبر سهام الحاصلة على دبلوم في التعاون الدولي ومشاريع التنمية المستدامة أحد أعضاء فريق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي يوجد مقره بنيروبي.
وقبل حلولها بهذا البلد الواقع في شرق إفريقيا، كانت السيدة الدريسي قد راكمت خلال مسارها المهني خبرة لا يستهان بها. فهي تعتبر تجسيدا مثاليا ونموذجا للمرأة المغربية الشابة، الكفأة ومتعددة الثقافات، والتي لا يمكن أن تكون إلا مصدرا للفخر بالنسبة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في نيروبي وباقي بقاع العالم.
فمسار السيدة الدريسي، ابنة مهاجرين مغربيين غادرا دوار أولاد سي مختار قرب آسفي، عاصمة منطقة “عبدة”، في سنوات السبعينات ليستقرا في منطقة لومان في فرنسا، يمكن وصفه ب “الاستثنائي” و”المتفرد”.
بعد حصولها على شهادة الباكلوريا، قررت سهام مواصلة دراستها في مجال الاتصالات والتسويق الدولي ، والتي سمحت لها بولوج القطاع الخاص في فرنسا في البداية، قبل أن تخطط لتطوير معارفها وخبرتها، بالحصول على شهادة في اللغات الأجنبية في مجال الأعمال وإدارة المقاولات الصغرى والمتوسطة.
كما قررت السيدة الدريسي، رغبة منها في وضع معارفها وخبراتها في “خدمة الصالح العام”، أن تواصل مسارها الدراسي بالحصول على ماستر في التعاون الدولي ومشاريع التنمية المستدامة، سنة 2004 من جامعة “لا سابينزا ” بروما.
وبعد تجربة عمل في مركز البحث في التنمية المستدامة، التحقت الشابة المغربية الطموحة، في فبراير 2007، بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والتي اشتغلت بها إلى غاية دجنبر 2015 ، في مقر المنظمة في روما، ثم في تركيا بالمكتب الإقليمي للمنظمة لمنطقة آسيا الوسطى، ثم بكينيا وأخيرا في مصر، في المكتب الإقليمي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
ولأنها تستجيب دوما لنداء “التنمية المستدامة” وقضايا البيئة، حطت سهام الدريسي الرحال في فبراير 2016 في العاصمة الكينية نيروبي، حيث واصلت عطاءها المشع ضمن فرق برنامج الأمم المتحدة للبيئة ، التابع للأمم المتحدة.
تقول سهام الدريسي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء “لقد كنت دائما مهتمة بقضايا التنمية المستدامة، والقضايا الفلاحية والأمن الغذائي والقضايا المتعلقة بالبيئة”، مضيفة أن الأمر يتعلق ب “انتقال عادي بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة المرموقين…انعطاف في صميم الاستمرارية”.
في نظر أولئك الذين يعايشونها ، سواء من الكينيين، أو من أفراد الجالية المغربية أو من الموظفين والزملاء في مكتب الأمم المتحدة في نيروبي، فقد فرضت سهام الدريسي احترامها، وأبانت عن روح مثيرة للإعجاب بفضل تفانيها والتزامها المهني.
وتجسد سهام الدريسي أيضا نموذجا لاندماج المرأة المغربية “السفيرة” في مختلف البلدان التي عاشت وعملت بها، من خلال نشاطها، وتواضعها، وأناقتها، واحترامها وإرادتها.
ولا تخف السيدة الدريسي “فخرها” بأن تكون عضوا في فريق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مؤكدة أنه سيكون لها “الشرف” بوضع خبرتها في يوم ما، لا سيما في مجال التنمية المستدامة، رهن إشارة بلدها المغرب.