ملتقى “2023 PAGE Green Crossroads”: بحث إدماج الاقتصاد الأخضر في القطاعات الرئيسية
الرباط – شكل إدماج الاقتصاد الأخضر والشامل في القطاعات الرئيسية بالمغرب محور النقاش خلال الدورة الثانية من الملتقى “Green Crossroads 2023” لبرنامج الشراكة للعمل من أجل الاقتصاد الأخضر (PAGE)، الذي انطلقت أشغاله اليوم الثلاثاء بالرباط.
وتروم هذه الدورة، الممتدة إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، بالأساس تحفيز التفكير وتسريع التحول نحو اقتصاد أخضر بالمغرب، فضلا عن تقديم آلية برنامج الشراكة للعمل من أجل الاقتصاد الأخضر، وتعبئة صناع القرار وخلق منصات للنقاش.
وفي مداخلة لها بهذه المناسبة، اعتبرت الكاتبة العامة لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، فرح بوقرطاشة، أن الانتقال إلى اقتصاد أخضر يعد خيارا لا محيد عنه من أجل مواجهة العديد من التحديات، لاسيما تلك المرتبطة بالتغير المناخي وانعكاساته المتعددة على الفقر وعلى استنزاف الموارد الطبيعية.
وأضافت أن “الأمر يتعلق بسلك مسار واحد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين قدرة بلادنا على الصمود والتكيف، خصوصا في السياق الراهن الذي يتسم بتوالي الأزمات على غرار الأزمة الصحية والطاقية والاقتصادية”.
ومن جهته، أكد جون كريستوف فيلوري، المكلف بالتعاون ببعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، على أهمية تحول عالمي نحو اقتصاد دائري، داعيا إلى إعادة التفكير في إنتاج واستعمال النفايات واستعادتها والتخلص منها.
وفي هذا السياق، سلط الضوء على “الدور الجوهري” الذي يضطلع به المغرب في هذا التحول، متسائلا عن سبل التعاون مع الجهات المعنية حتى يتسنى تحقيق اقتصاد مفتوح في المنطقة.
من جانبها، أشارت مديرة الاتصال والتعاون الدولي والشراكات بوزارة الصناعة والتجارة، إيمان بن ربيعة، إلى أن هذا التحول يكتسي أهمية كبرى أكبر بالنظر إلى السياق العالمي الحالي المقلق والتحديات المتعددة التي تطرح نفسها.
وأضافت أن هذه الظرفية تستدعي “إعادة النظر في نموذجنا السوسيو اقتصادي، لكي يشمل مبادئ الاستدامة، وتعزيز قدرة بلادنا والبلدان الأخرى أيضا على الصمود في مواجهة الصدمة الخارجية مع تعزيز المكانة التي شيدها المغرب على المستوى الدولي”.
وبالعودة إلى موضوع الصناعة المغربية، سجلت السيدة بن ربيعة أن إزالة الكربون وتحسين جاذبيتها وقدرتها التنافسية من خلال ادماج عميق للنظم الإيكولوجية يمكن أن يتيح عرضا ذا قيمة يتماشى مع أهداف القطاع، وذلك من خلال رافعتين مهمتين، ألا وهما البحث والتطوير ورأس المال البشري.
وأشارت الممثلة القُطرية لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بالمغرب، سناء لحلو، من حهتها، إلى أن النسخة الثانية من هذا الملتقى تنعقد في سياق خاص جدا، حيث تتزامن مع فترة حاسمة بالنسبة للمغرب في سعيه إلى اقتصاد أخضر وشامل.
وأضافت السيدة لحلو: “بينما تتعافى البلاد من الزلزال الذي شهدته منطقة الحوز، هناك العديد من التحديات التي يتعين رفعها، بيدَ أن هناك أيضا فرصا لإعادة البناء بشكل أفضل وأكثر انصافا واستدامة”.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج هذا الملتقى شمل أيضا أوراشا وجلسات نقاش حول مواضيع أساسية للانتقال نحو اقتصاد أخضر.