“المنظومات البيئية الجبلية وإشكالية التنمية المستدامة بالمغرب” محور لقاء بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
الرباط – احتضن مقر المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بالرباط، اليوم الجمعة، في إطار احتفاء باليوم العالمي للبيئة لقاء حول ” المنظومات البيئية الجبلية وإشكالية التنمية المستدامة بالمغرب”.
وأكد أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ، محمد محي الدين، أن هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من مركز الدراسات التاريخية والبيئية التابع للمعهد ، يندرج ضمن “أعمال تروم التأسيس لبحث في التراث المندمج، ينطلق من التراث الطبيعي ويمر عبر التراث المادي وينتهي بالتراث اللامادي كأساس لأي فهم حقيقي لقضايا التراث” ، مشددا على أن الغاية هي تحقيق تنمية محلية مستوعبة للموارد الطبيعية والوسط (التراث الطبيعي) من أجل تثمين الرأسمال الترابي –المغربي (التراث المادي) .
وقال في مداخلة، بهذه المناسبة، إن” التراث هو رمز الحضارات المتأصلة والمندمجة بكل مكوناتها الطبيعية والبشرية والثقافية ويعتبر الجبل المغربي والمغاربي والواحات الموجودة في الجنوب تأصيلا لهذه المقولة” .
واعتبر أن المقاربة المعتمدة، في هذا الاطار، تروم تقريب المقررين والمعدين وصناع القرار من البعد التراثي في تجلياته الكبرى والعمومية في اطار تفاعلي واندماجي يستحضر الصيرورة التاريخية ومدى تفاعل الانسان مع المجال الممتد من أوروبا الى افريقيا مع الخروج بنمذجات تطبيقية حول الجهات خصوص المتضمنة للواحات والجبال”.
وشدد في هذا الصدد، أن “المغرب هبة الجبل” حيث نشأت المدن القديمة وتورثت فيه القيم والسلوك والدرايات (حضارة الدير)، مشيرا الى أن 70 في المئة من الغابات المغربية توجد في الجبال.
وتابع أن “المغرب شخصية مجالية وهي نتاج التضامن الافريقي -الاوروبي كما أنه أساس التضامن في الاوساط والموارد “، مضيفا أن الجبل “يعد نموذجا لحضارة مشهدية تضامنية تتجلى في ديره وهو نتاج مشهد تراثي بامتياز”
وأبرز أن الارث الطبيعي يعتبر أصل التنوع والغنى الجبلي من الماء والنبات وهو الأساس لفهم البيئات ومواردها ، مشيرا الى أن “مراكمة الانسان للدرايات وفهمه لهذه المشاهد يجعل من أعماله وسلوكاته ثقافة تراثية تستوجب المحافظة عليها ” .
وسجل المتحدث في هذا الاطار، أنه بتضافر البيئة وفهمها نستطيع أن “نثمن ونصون ونستديم كما يمكننا أن نضبط ونضمن نجاح أي تنمية جبلية” .
ودعا الأستاذ الجامعي الى تثمين شجر الأرز واعطائه العناية التي يستحقها، مع ضرورة عدم الافراط في استنزاف على سبلي الذكر لا الحصر سهل سوس لكونه مجالا رائدا للفلاحة المغربية .
ومن جهة أخرى، سجل المتحدث أن شجرتي أركان والطلح تحكيان بيئات مدارية افريقية، موضحا أن أركان كان ممتدا عبر افريقيا، أما الطلح فهو رمز للسفانا الافريقية يحكي ظروف رطوبة سابقة مشتركة مع افريقيا.
حضر هذا اللقاء، على وجه الخصوص، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، وثلة من الباحثين والمهتمين بالشأن التنموي والثقافي والتراثي.