ثلاث أسئلة للمدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان
أجرى الحوار: التهامي العم
أكادير – تتولى الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، منذ إحداثها سنة 2010، العمل على صون وحماية وتنمية أشجار النخيل، لا سيما من خلال وضع مشاريع اقتصادية واجتماعية لتحسين إنتاجها وتطوير تسويقها وتوزيعها، وكذا توسيع مساحات غرس شجر الأركان، وإنجاز أو الإشراف على إنجاز مشاريع لتثمين وتسويق وتشجيع منتوجات شجر الأركان، وذلك في إطار عقود-برامج أو اتفاقيات.
وفي هذا الإطار يستعرض المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، السيد إبراهيم حافيدي، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أهم برامج تدخل الوكالة في تنمية مناطق الواحات.
1- ما هي أهم المؤشرات والبرامج التي تمكنت الوكالة من تحقيقها على مستوى مناطق الواحات؟
عملت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، منذ إحداثها، على مواكبة التنمية في فضاء كبير يمثل 40 في المائة من مساحة المملكة، حيث أن الوكالة حققت نتائج مهمة في إطار برنامج 2012-2020، المتعلق بتحسين المؤشرات السوسيو اقتصادية بمناطق الواحات ومواكبة النظم البيئية للواحات وشجر الأركان.
وتعتبر المواكبة التنموية للوكالة بهذه المناطق مواكبة شاملة تشمل الولوج للخدمات الأساسية مثل الكهربة القروية والتزويد بالماء الصالح للشرب وتهيئة الطرق القروية والمساهمة في قطاعي التعليم والصحة وكذلك مواكبة الانشطة الاقتصادية خاصة في قطاعي الفلاحة والسياحة. ونتوفر على برامج خاصة لكل من المجموعات الإيكولوجية للواحات والأركان وذلك في إطار عقود برنامج.
وقد تمكنا سنة 2019 من تحقيق البرنامج الوطني لتنمية سلسلة النخيل المثمر بغرس 3 ملايين شتلة في أفق سنة 2020، وإعادة تنظيم وتكثيف استغلاليات النخيل الموجودة، التي تمثل 50 ألف هكتار، وإحداث مزارع عصرية (17 ألف هكتار)، وتثمين مجموع سلسلة النخيل المثمر، لاسيما الجانب المتعلق بالتسويق والتثمين.
وفيما يخص تثمين التمور، فقد عملت الوكالة على تنظيم المهنيين في تعاونيات ووحدات ومجموعات ذات نفع اقتصادي، بحيث أن كل وحدة من هذه الوحدات تتوفر على وحدات للتلفيف والتثمين التي تعمل على المحافظة على المنتوجات، بحيث تمكنا من تحقيق زيادة هامة الإنتاج، حيث انتقل الانتاج، قبل العمل بمخطط المغرب الأخضر، من 90 ألف طن في السنة إلى 127 ألف طن حاليا، وذلك بفضل الاهتمام بالواحات والمنتجين، خاصة الشباب منهم.
2- ما هي استراتيجيتكم المستقبلية لتعزيز التنمية بمناطق الواحات؟
تعتزم الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ابتداء من سنة 2021، وضع استراتيجية جديدة على مدى 10سنوات، وذلك تبعا لدراسة تم إعدادها بهذا الخصوص، من أجل خلق تنمية اقتصادية متكاملة بمناطق الواحات من خلال إطلاق مشاريع تتعلق بمواكبة الشباب العاملين بهذه المناطق وذلك من تأطيرهم وانتظامهم في إطار تعاونيات، كما سنعمل على خلق مناصب شغل جديدة في إطار مقاولات مرتبطة بالقطاع السياحي في المجال الواحاتي.
3- وماذا عن البرنامج المندمج لتثمين واحة أيت منصور بجهة سوس ماسة؟
بخصوص تنمية واحة أيت منصور، الواقعة بإقليم تزنيت، التي تعرضت أشجارها لحريق خلال الصيف الماضي، أوكل للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان تنفيذ البرنامج المندمج لتثمين هذه الواحة، وستعمل الوكالة على التنسيق بين مختلف المتدخلين والقطاعات في تنفيذ هذا البرنامج الذي يضم كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ممثلة في قطاعاتها، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي والجماعات المحلية بإقليم تزنيت والتعاونيات.
ويتكون مشروع تهيئة واحة أيت منصور، الذي تصل تكلفته الإجمالية إلى 167 مليون درهم، من أربع مكونات تشمل:
-الترويج السياحي من خلال تهيئة المسارات والمحاور، وتأهيل المؤسسات الموجودة وإحداث بنيات جديدة لاستقبال السياح في الواحة، وإجراءات أخرى لإنعاش السياحة ودعم الشباب النشيطين في هذه الواحة.
-تأهيل الواحة من حيث التهيئة الهيدروفلاحية والعقار وتنقية الأعشاش وصيانة النخيل ودعم النسيج التعاوني الفلاحي.
-حماية الواحة من الفيضانات من خلال عمليات تهيئة محددة وكذا تدبير تنظيف الصرف والسيول.
– تحسين الطريق الرئيسي داخل الواحة.
وتشمل أشغال التهيئة الهيدروفلاحية، تأهيل الدوائر السقوية الصغيرة والمتوسطة لواحة آيت منصور باستثمار مالي يقدر بحوالي 5.10 مليون درهم، بهدف تحسين كفاءة شبكات الري وحماية الأراضي الفلاحية والمنشآت المائية بالمنطقة. ويتعلق الأمر ببناء وتكسية شبكة الري “سواقي” وبناء وإصلاح صهاريج لتجميع مياه الري بالإضافة إلى استجماع والمحافظة على 10 عيون المياه.
أما المشروع الكبير لتأهيل الواحة، فيتضمن التنمية السياحية لموقع “تلات إيسي” الذي تشرف عليه “شركة التنمية السياحية الجهوية سوس ماسة” وكذا المدرسة الحقلية الخاصة بإنتاج الخضر البيولوجية والنباتات العطرية والطبية عبر منهجية الملقحات البرية.