سفير المغرب بمالي يستعرض تجربة المملكة في تدبير المياه
بماكو – استعرض السيد حسن الناصري سفير المغرب ببماكو عميد السلك الديبلوماسي بمالي، تجربة المملكة في تدبير مجاري الأنهار وأحواض المياه.
جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم الخميس ببماكو، في أشغال منتدى حول ”تدهور أنهار مالي بسبب أشغال التنقيب عن الذهب“ والمنظم من طرف وزارة الطاقة والمعادن والماء المالية، ومؤسسة منتدي بماكو من 16 إلى 18 نونبر الجاري.
وأبرز السيد حسن الناصري الاستراتيجية الوطنية في قطاع الماء والتنمية المستدامة لاسيما خلال السنوات العشرين الأخيرة، وفق مقاربة جلالة الملك محمد السادس والتي تقوم على تدبير مندمج ومتوازن للموارد المائية.
وتناول في هذا الإطار نموذجي تهيئة ضفتي وادي أبي رقراق بمدينة الرباط ومشروع مارشيكا في الناظور.
وأشار الى أن هذه التجربة الناجحة، كانت وراء دعوة الوكالات المغربية المتخصصة لتنفيذ مشاريع مماثلة لا سيما في الكوت ديفوار ومدغشقر.
وعبر السيد الناصري عن استعداد المغرب تقديم الدعم لمالي في معالجة هذه القضية الشائكة، لتدهور الأنهار بسبب أشغال التنقيب عن الذهب لا سيما خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ هذا البلد الصديق.
واعتبر أن تنظيم هذا المنتدى تعبير على التزام السلطات الانتقالية المالية بمعالجة الأولويات الاستراتيجية للبلاد، على الرغم من الصعوبات الظرفية .
كما نوه بالمناقشات والتبادلات المثمرة التي عرفها هذا المنتدى، وتركيزه على مختلف الاستراتيجيات والإجراءات التشريعية والتنظيمية لمعالجة مشكل تدهور المياه باعتبارها مصدر الحياة كما تعي ذلك ساكنة المناطق القاحلة أكثر من غيرها .
وأشاد السفير المغربي بإيلاء السلطات المالية لبالغ الأهمية للتدهور الذي يعرفه نهرا النيجر والسنغال بسبب أشغال التنقيب التقليدي عن الذهب، داعيا المجتمع المدني والشركاء الإقليميين والدوليين لتوفير التمويلات اللازمة لدعم الجهود في هذا المجال.
وقال إن هذا الموضوع بالغ الأهمية ويندرج ضمن الجهد الجماعي لمواءمة الاستراتيجية العالمية لمكافحة تغير المناخ والتكيف مع البيئة حتى تؤدي المجاري المائية وظائفها الطبيعية بالكامل وبدون عوائق.
كما دعا للعمل على مكافحة تلوث مياه الانهار بسبب الأنشطة البشرية غير المؤطرة مثل التنقيب وغسل الذهب في الأنهار أو تصريف مياه التطهير والنفايات غير المعالجة.
وأكد أن قضية تدبير المياه تعد تراثا تاريخيا للشعوب والدول الإفريقية لهذا ينبغي الحفاظ على هذا التراث الانساني وصيانته والحرص على أن يلائم متطلبات العصر ويتجاوب مع التنمية المستادة.
وقد نظم هذا المنتدى تحت رئاسة لامين سيدو تراوري وزير الطاقة والمناجم المالي، لبحث القضايا المتعلقة بالتنقيب عن الذهب في مجاري الوديان بمالي وما تسببه في إضرار بالوديان والبيئة والبحث عن سبل تقويم هذا القطاع وجعل هذا النشاط مستداما وآمنا لممارسيه وكذلك للنظم البيئية.
وتناول المنتدى التفاعلات بين تعدين الذهب والنظم الإيكولوجية للمناطق المعنية والعلاقة بين تعدين الذهب وانعدام الأمن وأدوار ومسؤوليات الدولة والسلطات المحلية والعاملين في القطاع.
وفي كلمته خلال أشغال هذا المنتدى دعا وزير المناجم والطاقة والمياه المالي لامين سيدو تراوري السكان إلى المشاركة بشكل أكبر في مكافحة تدهور أنهار مالي عن طريق التنقيب عن الذهب.
وأكد أن دعم السكان سيكون له تأثير إجابي لتحقيق الأهداف المرجوة من أجل تنقيب سليم وغير مضر بالمياه والبيئة.
تجدر الاشارة الى أن مالي تعتبر ثالث بلد منتج للذهب في إفريقيا.