الصندوق العالمي للطبيعة يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان “مستقبل مستدام”
الرباط – دعا الصندوق العالمي للطبيعة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل ضمان “مستقبل مستدام” للجميع، في الوقت الذي يعرف فيه العالم تدهورا كارثيا على مستوى التنوع البيولوجي.
ونقلت المنظمة غير الحكومية، في بلاغ لها اليوم الخميس، عن المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة، ماركو لامبرتيني، قوله إنه “مع احتفال الصندوق العالمي للطبيعة بمرور 60 سنة على إنشائه، تدعو المنظمة إلى العمل بشكل عاجل لمواجهة أزمات المناخ والطبيعة التي يعاني منها العالم بأسره، من أجل ضمان مستقبل مستدام للجميع”.
وأكد السيد لامبرتيني، أنه “جنبا إلى جنب مع الحكومات والشركات والمجتمعات، يجب أن ننجز في السنوات العشر القادمة أكثر مما تم إنجازه خلال العقود ستة الماضية”.
من جهة أخرى، أبرز التقرير الأخير الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة، تحت عنوان “الكوكب الحي”، والذي يتناول توجهات التنوع البيولوجي على الصعيد العالمي وصحة كوكب الأرض، انهيارا لثلثي الحيوانات البرية في المعدل، خلال السنوات الخمسين الأخيرة، وهو ما يهدد بدوره المناخ، والغذاء والمياه العذبة والصحة.
وأضاف المصدر ذاته، أن جائحة كوفيد-19 الحالية، والتي هي نتيجة تغير استخدام الأراضي، وإزالة الغابات و الاتجار بأصناف الكائنات البرية، تعد آخر دليل على أن النشاط البشري غير المستدام “يدفع إلى حافة الهاوية” النظم الطبيعية للكوكب التي تدعم الحياة على الأرض.
وقال المدير العام للمنظمة، إن “أهمية مهمتنا تضاعفت على مدى العقود الستة الماضية، واليوم نحن نعلم أنه لا يمكننا أن نحظى بمستقبل آمن ومزدهر وصحي ومنصف للبشرية إلا على كوكب نعتني به وحيث تصبح التنمية المستدامة هي القاعدة”.
وتابع “يجب أن يمثل هذا العقد نقطة تحول، إن الوباء هو دعوة لإدراك المخاطر الكبيرة التي تشكلها علاقتنا غير المتوازنة والمدمرة مع الطبيعة”، مضيفا، “يجب علينا الآن التفكير بشكل أكبر والتصرف بشكل أسرع من أي وقت مضى”.
من جهته، أبرز رئيس المجلس الدولي للصندوق العالمي للطبيعة، بافان سوخديف، أنه “يجب أن نستفيد من العلاقات العديدة والمتنوعة والتجارب والمعارف العميقة التي اكتسبناها على مدار الستين سنة الماضية، ونلتزم من جديد بالابتكار والمشاركة في إيجاد حلول لمواجهة هذه التحديات المعقدة والمتشابكة التي نواجهها اليوم والمتمثلة في تدمير سبل العيش، وتدهور المناخ والنظم البيئية وفقدان التنوع البيولوجي، فليس لدينا الوقت لنضيعه”.
وبفضل شبكتها العالمية وشراكاتها المختلفة، عالج الصندوق العالمي للطبيعة مجموعة واسعة من التحديات البيئية، على رأسها إطلاق العلامات الإيكولوجية الأولى للمنتجات الغذائية، وتبادل “ديون الطبيعة”، الذي يمثل دعوة لاعتماد اتفاقيات عالمية بشأن الأراضي الرطبة، والاتجار في الأحياء البرية، والتنوع البيولوجي، والمناخ، وغيرها.
ومنذ إنشائها سنة 1961 كمجموعة صغيرة من علماء الطبيعة الملتزمين بالقضايا البيئية، انتقل الصندوق العالمي للطبيعة من حماية الأنواع والأماكن إلى مقاربة منتظمة قائمة على الحفاظ على الطبيعة والتنمية المستدامة، من خلال تحويل الأسواق، وتحسين تدبير الموارد الطبيعية.
وخلص ماركو لامبرتيني، إلى قول إن “رحلتنا لم تنته بعد، لقد شهدت السنوات الستون الماضية تحولات عميقة في العالم، كما في الصندوق العالمي للطبيعة. ولكن الأكيد أن شيئا واحدا لم يتغير، وهو تصميمنا الثابت على المساهمة في مستقبل يزدهر فيه الناس والطبيعة”، مضيفا أن العلوم لم تكن مطلقا أكثر وضوحا من اليوم، كما أن الوعي اليوم أكبر من أي وقت مضى”، مؤكدا أن “مجتمعنا جاهز للتغيير، معا نستطيع”.