في الحجر الصحي..النباتات المنزلية نافذة مفتوحة على الطبيعة داخل البيوت
كلميم – زاد الاهتمام بالنباتات المنزلية بكل أصنافها في الحجر الصحي الذي فرضته التدابير الوقائية من فيروس كورونا المستجد لما تفتحه هذه النباتات من نوافذ خضراء على الطبيعة داخل البيوت تريح النفوس وتزين الأماكن.
ويقول عبد الله، أحد هواة رعاية النباتات المنزلية، إنه ومنذ بداية الحجر الصحي زاد اهتمامه بالنباتات المنزلية التي يتعهدها بالماء والاهتمام ببيته، وصار يخصص وقته للقراءة حولها ومحاولة زراعة بعض الأنواع الجديدة منها.
ويضيف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه وبعد أن كان اهتمامه يقتصر على بعض النباتات الشوكية باعتباره يقطن بمنطقة شبه جافة (كلميم) والحبق والورود، وجه اهتمامه منذ بداية الحجر وتزامن تمديده مع شهر رمضان الفضيل، إلى نباتات تعم فائدتها البيت من قبيل القزبرة والبقدونيس والنعناع، بأنواعه، والفلفل ونبتة “السالمية” التي تستعمل لتنكيه الشاي ضمن استعمالات أخرى.
واستطاع عبد الله الذي يمضي معظم وقته في رعاية نباتاته أن يعمق معرفته في هذا المجال، سواء تعلق الأمر بطرق زراعتها وتكييفها مع أنواع التربة، أو نوعية السماد الطبيعي الذي يحضره من المنتوج المتوفر بالمنزل (بقايا الخضر والفواكه والبن وقشور البيض ..إلخ) ليضمن حياة مديدة للنباتات.
ولم يفت عبد الله التذكير بأن زراعة هذه النباتات لا تكلف كثيرا، وذلك لسببين أولهما أن بذورها متوفرة وبأسعار زهيدة، وثانيها أن إمكانية زراعة هذه النباتات بأي نوع من الأواني الموجودة أصلا بالبيت والتي يتم رميها غالبا في قنوات المياه.
بدورها، تقول زوجة عبد الله، زينب، في تصريح مماثل إنها تستعمل بعض هذه النباتات المنزلية التي يزرعها زوجها بالبيت لاسيما وأنها تعرف أنها زرعت بطريقة سليمة ونظيفة، لهذا تستعين بها في إعداد الشاي لما تضفيه عليه من نكهة خاصة.
وتواصل أنه وبالإضافة إلى استعمالاتها اليومية، فقد ساهمت هذه النباتات في إضفاء الراحة على أجواء البيت بعد تزيين النوافذ بها وقضاء وقت ممتع في مساعدة زوجها في رعايتها والاهتمام بها ما يمنحها طاقة إيجابية تخفف من وطء الحجر الصحي والمكوث الطويل بالبيت.
وتعتبر رعاية النباتات المنزلية من الأنشطة التي عرفت اهتماما في العقود الاخيرة خاصة بالمدن والأحياء والمناطق البعيدة عن القرى والمجال الطبيعي كمحاولة لتجديد الصلة مع الطبيعة وألوانها الزاهية.
وللإقبال على هذا النوع من الزراعات إيجابيات أخرى منها الإقبال على اقتناء البذور أو الفسائل التي لاقت رواجا ملحوظا منذ بداية الحجر الصحي بما ينعكس إيجابا على الفئة التي تشتغل في هذا المجال أي عرض الفسائل والأتربة والأسمدة اللازمة لزراعة النباتات.
وفي ظل الحجر الصحي وارتفاع الوعي والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية انتعشت مهنة بائعي النباتات المنزلية التي يحرص أرباباها على إيصالها إلى البيوت مع التفنن في تقديم أنواع أخرى.
وبهذا الشأن، يقول محمد، بائع نباتات عطرية وحبق على عربة جر، إنه يتفهم ظروف الطوارئ الصحية وخوف الزبناء من الإصابة بهذا الوباء، وعوض البيع في نقط محددة يعمل على إيصال الفسائل إلى أكبر عدد من البيوت.
وأكد، في تصريح للوكالة، أن الإقبال خلال هذه الفترة الحرجة كبير بشكل مقبول على النعناع والحبق، لاستعمالاته المتعددة بالبيوت المغربية.
وما هذه النباتات وقضاء وقت شيق وممتع في زراعتها ورعايتها إلا عنوان من عناوين مقاومة كوفيد 19 ، الذي لن يوقف، بكل تأكيد، الحياة.