طاطا.. إطلاق مشروع “النهوض بالتدبير المندمج للموارد المائية بالوسط الواحي”
طاطا – تم، أمس الأربعاء بطاطا، إطلاق مشروع “النهوض بالتدبير المندمج للموارد المائية بالوسط الواحي”، وذلك بمساهمة من جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب في المجهودات المبذولة من طرف مختلف الفاعلين.
وحسب بلاغ لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب فإن هذا المشروع، الذي يموله الاتحاد الأوروبي والذي يخص واحة أكنان باقليم طاطا وواحة فركلة بإقليم الرشيدية، يروم المساهمة في حماية واحات جنوب المغرب، عبر التنسيق والتعاون مع الفاعلين المحليين والوطنيين والشركاء، من أجل تنزيل هذا المشروع.
وأضاف المصدر أن هذا المشروع، الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات، يتوخى إرساء مقاربة تشاركية للتدبير المندمج للموارد المائية بكل من الواحتين، وتسهيل تملكه الفعلي والمستدام من طرف الساكنة من خلال مخططات التدبير المندمج للموارد المائية بالوسط الواحي، وتنظيم أنشطة نوعية وإنجازها، بغرض تقليص الهجرة القروية في فئة الشباب الواحي، عبر تشجيع مبادرة إنشاء مقاولات في مجال الماء والتطهير الصحي وبناء مشاريع تنموية أخرى.
وذكر المصدر أنه لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه الوسط الواحي، أضحى ضروريا ومستعجلا تعبئة كل الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين المحليين والوطنيين والشركاء الدوليين، لمواكبة الفاعلين والساكنة ودعمهم من أجل مواجهتها بتقوية قدرات التكيف والصمود، ضمانا لاستدامة هذه المنظومات البيئية الهشة المهددة بالانقراض، واستمرار خدماتها الاجتماعية والإيكولوجية والاقتصادية.
وحسب المصدر، فإنه لمواجهة تزايد مخاطر فقدان المنظومات الواحية لتوازناتها وتسريع وتيرة وعمق اختلالاتها، يتعين بناء وتفعيل مقاربة التدبير المندمج للموارد المائية، مشيرا إلى أن المجهودات التقليدية والعادية للساكنة لم تعد كافية لتجاوزها بسبب ارتفاع حدة وتداعيات التغيرات المناخية والتطورات السوسيو- اجتماعية والثقافية المرتبطة بنموذج إنتاجي استهلاكي.
وتمثل الواحات بالمغرب، التي تحتل مساحة مهمة لا يستهان بها، فضاء تلاق وتوازن استمر لقرون عديدة، بين منظومات مائية بموارد نادرة ثمينة وساكنة تتميز بغنی تراثها اللامادي ورأسمالها القيمي والاجتماعي وبثقافة تدبيرية للماء والفلاحة والرعي، جعلتها تعيش في تناغم وانسجام مع وسطها الإحيائي، والذي يعتبر من بين الحواجز الطبيعية الرئيسية التي تقاوم ظاهرة توسع التصحر وزحف الكثبان الرملية.