اليوم العالمي للطيور المهاجرة..مناسبة للتوعية بأهمية المحافظة على جزء لا يتجزأ من مقومات الحياة على الأرض
الرباط – يحتفل العالم يوم غد السبت، باليوم العالمي للطيور المهاجرة، وهو مناسبة عالمية للتوعية بأهمية المحافظة على هذه الطيور، وتسليط الضوء على الدور الهام الذي تؤديه في الحفاظ على النظم البيئية التي تمثل جزءا لا يتجزأ من مقومات الحياة على الأرض.
كما تهدف هذه المناسبة إلى تذكير العالم بأهمية التنوع البيئي والبيولوجي، وضرورة الحفاظ على سلالات الطيور المختلفة لاسيما النادرة منها والمهددة حاليا بالانقراض نتيجة الصيد والعوامل الطبيعية والكوارث البيئية.
ويتم الاحتفاء باليوم العالمي للطيور المهاجرة، مرتين في السنة، تصادف الأولى السبت الثاني من شهر ماي، فيما تصادف الثانية السبت الثاني من شهر أكتوبر، ويرتبط هذان اليومان بموعد هجرات الطيور التي تنطلق في بداية الصيف وبداية الخريف.
واختارت الأمم المتحدة هذا العام الاحتفاء باليوم العالمي للطيور المهاجرة، تحت شعار “غني، طر، حلق – مثل الطيور!”، وهو “دعوة للناس في كل مكان من أجل إعادة التواصل مع الطبيعة من خلال الاستماع للطيور ومشاهدتها أينما كانت”.
وأبرزت المنظمة الأممية في ورقة تقريرية على موقعها، أن حملة التوعية هذا العام تركز على “تغريد الطيور” و”تحليق الطيور” كوسيلة لإلهام الناس من جميع الأعمار والتقريب فيما بينهم من خلال رغبتهم المشتركة للاحتفال بالطيور المهاجرة وتوحيد الجهود العالمية لحماية الطيور والموائل التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة.
وأوضحت المنظمة أنه خلال الجائحة “استمرت ملايير الطيور المهاجرة في الغناء والطيران والتحليق بين مواقع تكاثرها (…) وكان عدد كبير من الناس في جميع أنحاء العالم يستمعون إلى الطيور ويراقبونها. فبالنسبة للعديد من الأشخاص حول العالم، كانت أصوات الطيور مصدرا للراحة والفرح أثناء الوباء، حيث ربطت الناس ببعضهم البعض وبالطبيعة أثناء بقائهم في منازلهم”.
واعتبرت أن الطيور المهاجرة تعد سفراء عالميين للطبيعة، فهي “لا تربط أماكن مختلفة عبر الكوكب فحسب، بل تعيد أيضا ربط الناس بالطبيعة وبأنفسهم أيضا”.
وأبرز التقرير أنه رغم أن الوباء شكل تحديا غير مسبوق للبشرية، فقد مكن في الوقت نفسه، من جلب مستوى جديد تماما من الوعي والتقدير للطيور وأهمية الطبيعة لرفاهية الإنسان، معتبرا أن اليوم العالمي للطيور المهاجرة ليس مجرد احتفال بالطيور، بل هو أيضا “لحظة مهمة للتفكير في علاقتنا العالمية مع الطبيعة وإبراز رغبتنا الجماعية في بذل المزيد من الجهد لحماية الطيور والطبيعة في عالم ما بعد الجائحة”.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة أن الطيور المهاجرة تحلق لمئات وآلاف الكيلومترات، على طول طرق تاريخية، للعثور على أفضل الظروف البيئية والموائل المتاحة لتغذية وتربية صغارها، وتتضمن هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر مجموعة واسعة ومتنوعة من التهديدات.
وسجلت المنظمة أن هناك العديد من أنماط الهجرة المختلفة، حيث تهاجر غالبية الطيور من مناطق التكاثر الشمالية إلى مناطق الشتاء الجنوبية، في حين تتكاثر بعض الطيور في الأجزاء الجنوبية من إفريقيا وتهاجر إلى مناطق الشتاء الشمالية، للاستمتاع بالمناخ الساحلي المعتدل في الشتاء، كما تعيش الطيور الأخرى في الأراضي المنخفضة خلال أشهر الشتاء وتتحرك صعودا إلى الجبل في الصيف.
وتمتلك طيور العقدة الحمراء أحد أطول طرق الهجرة الإجمالية لأي طائر، حيث تسافر لمسافة تصل إلى 16000 كيلومتر مرتين في السنة، إذ توجد مواطن تعشيشها، بالقطب الشمالي، فيما تهاجر خلال الشتاء إلى أفريقيا.
من جهة أخرى، أفادت المنظمة الأممية، أنه من بين 11 ألف نوع من الطيور على الكوكب، يهاجر واحد من بين كل خمسة طيور، محذرة من أن 40 في المائة منها في انخفاض، في حين يتعرض 80 في المائة لخطر الانقراض العالمي، مبرزة أن التهديدات الرئيسية تشمل ضياع الموائل وتدهورها بسبب التنمية الزراعية والساحلية، والاصطدام بطواحين الهواء التي وضعت بشكل سيئ في طريقها وأسلاك الكهرباء، والصيد غير القانوني.
وهكذا فإن الطيور المهاجرة أثناء قيامها برحلاتها حول العالم، لا تسترعي أنظار واهتمام الهواة ممن يراقبون الطيور فحسب، بل تساعد أيضا الكوكب في الحفاظ على توازنه البيئي الأساسي، وتذكرنا بأهمية العمل معا، لحمايتها والحفاظ عليها.