شجرة الأركان، مثال حي على المقاربة الشمولية الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة (منظمة الصحة العالمية)
جنيف – أبرز المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، السيد تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، اليوم الإثنين، أهمية غرس شجرة الأركان على مدى آلاف السنين، مؤكدا أن هذه الشجرة تقدم “مثالا حيا على المقاربة الشاملة، التي تعتبر ضرورية من أجل تحقيق التنمية المستدامة”.
وقال السيد غيبرييسوس، في مداخلة عبر الفيديو في إطار حدث رفيع المستوى نظمه المغرب والأمم المتحدة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي الأول لشجرة الأركان، إن “جائحة كوفيد-19 تذكرنا بالعلاقة الدقيقة والجوهرية بين الناس والكوكب. وفي الواقع، فإن شجرة الأركان تشكل مثالا حيا على هذه المقاربة الشمولية التي تعتبر ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة”.
وتابع “غرس أشجار الأركان على مدى آلاف السنين يعطينا دروسا يتعين تطبيقها وتتبعها من أجل حماية والتكيف والدفاع عن السكان في ظل التغيرات المناخية”.
وأبرز المدير العام للمنظمة الأممية، من جهة أخرى، الدور الذي تضطلع به هذه الشجرة ومختلف الأصناف البيولوجية في المجال الطبي، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية ومن أجل دعم البلدان في هذا الاتجاه، أصدرت كتيبا حول الممارسات الفضلى في مجال الحفاظ على النباتات الطبية وكذا استعمالها بشكل جيد.
وسجل أن “احترام وتعلم الطب الشعبي واستخدامه إلى جانب التكنولوجيات الجديدة، مكننا من إنقاذ آلاف الأرواح وتحسين ظروف عيش السكان”، مشيرا في هذا الصدد إلى نموذج “نبتة الشيح، وهي دواء مهم جدا مضادة للملاريا”.
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في هذا السياق، على أهمية استدامة التراث والمعارف ذات الصلة بغرس أشجار الأركان وتوريثها للأجيال القادمة، مشيدا بأجيال النساء اللواتي استطعن تخليد وتمرير هذا الإرث العريق.
وترأس حفل افتتاح هذا الحدث رفيع المستوى، الذي نظم بمبادرة من المغرب والأمم المتحدة، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد عزيز أخنوش. وتم بثه عبر العالم، مباشرة على القناة الإلكترونية “WebTV” التابعة للأمم المتحدة، وكذا على موقع YouTube وشبكات التواصل الاجتماعي.
ويأتي هذا اليوم العالمي بعد اعتماد اقتراح قدمه المغرب للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو القرار الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع من طرف الدول الأعضاء بنيويورك يوم 3 مارس 2021، حيث حاز المغرب بموجبه على دعم المجتمع الدولي لحماية هذا الموروث الطبيعي وتنمية مجاله الحيوي.
ويكرس هذا القرار الأممي، أيضا، الدور الفعال لسلسلة الأركان في تنفيذ الأهداف الـ 17 لأجندة 2030 وفي تحقيق التنمية المستدامة ضمن أبعادها الثلاثة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما يسلط الضوء على دور هذا القطاع في التمكين الاقتصادي للمرأة القروية وتعزيز الاقتصاد التضامني والتنمية البشرية من خلال دعم وإنعاش دور التعاونيات ومختلف التنظيمات المهنية الفاعلة في سلسلة الأركان.
ويعد إعلان الأمم المتحدة لليوم العالمي لشجرة الأركان اعترافا دوليا بمجهودات المغرب، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية لحماية وتثمين شجرة الأركان وتنمية مجالها الحيوي، لاسيما بعد إطلاق برنامج طموح يروم تنمية غرس الأركان الفلاحي على مساحة 10 آلاف هكتار.
ويأتي هذا الاحتفال، تتويجا لجهود المملكة المغربية في تثمين شجرة الأركان، باعتبارها تراثا ثقافيا لاماديا للإنسانية ومصدرا عريقا للتنمية المستدامة.