المنتدى العالمي للماء: افتتاح جناح المغرب الذي يقدم تجربة المملكة وإنجازاتها في قطاع الماء
دكار – تم مساء يوم الإثنين بالعاصمة السنغالية دكار، افتتاح جناج المغرب في المنتدى العالمي التاسع للماء والذي يسلط الضوء على تجربة المملكة وإنجازاتها في قطاع الموارد المائية.
وأقيم هذا الجناح الذي أشرفت على إنجازه وزارة التجهيز والماء، في مركز المعارض بمجمع عبده ضيوف للمؤتمرات في ديامنيديو، البلدة الواقعة على بعد 30 كلم من العاصمة السنغالية حيث تنظم أشغال المنتدى العالمي للماء.
ويقع الجناح المغربي بهذا المنتدى العالمي الذي يعرف مشاركة أزيد من 5500 شخص وينظم من 21 إلى 26 مارس، على مساحة 325 مترا مربعا.
وقد أشرف على افتتاحه وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة، بحضور رئيس المجلس العالمي للماء السيد لويك فوشون، والسيد حامد ديان سميجا المفوض السامي لمنظمة تنمية نهر السنغال، الهيئة الفائزة بالنسخة السابعة من جائزة الحسن الثاني الكبرى للماء والتي تم تسليمها خلال حفل افتتاح المنتدى العالمي للماء يوم الإثنين.
كما حضر حفل افتتاح الجناج المغربي السيد أنخيل غوريا، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، المنظمة الفائزة بالنسخة السادسة من هذه الجائزة المرموقة (برازيليا 2018)، وسفير المغرب بالسنغال السيد حسن الناصري وأعضاء اللجنة الدائمة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء.
وتم بالمناسبة عرض فيلم وثائقي حول استراتيجية المملكة المغربية في إدارة الموارد المائية، وذلك بفضل سياسة جلالة الملك الراحل الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ويقدم هذا الجناح، الذي تم إعداده بشكل بديع ومتنوع من قبل وزارة التجهيز والماء، للزوار صورة شاملة وجامعة، لتجربة المغرب في تنمية وإدارة الموارد المائية.
ويضم الجناح قاعة للعرض، وفضاء للشركاء لعرض أعمالهم ذات الصلة بالماء (الفلاحة، المكتب الشريف للفوسفاط، ومتحف محمد السادس لحضارة الماء، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومخطط المغرب الأخضر).
كما يقدم الجناح الذي زاره الرئيس السنغالي ماكي سال، عرضا لإنجازات المملكة في مجال الماء، وكذلك استجاباتها وابتكاراتها وتقنياتها ومشاريعها وآفاقها المستقبلية في القطاع، علاوة على القطاعات المرتبطة بمهن المياه والتطهير. كما يقترح سلسلة من المحاضرات التي يشرف على تأطيرها خبراء مغاربة وفاعلون دوليون.
وسيشكل الجناح المغربي طيلة أيام المنتدى الستة فرصة من خلال العروض والمناقشات التي يقترحها، لعرض التجربة المغربية ولتبادل الخبرات حول القضايا المتعلقة بالماء مثل الأمن الغذائي، والاقتصاد الأخضر، والتنمية المستدامة، وكذلك التعاون بين القطاعين العام والخاص.
وفي كلمة بالمناسبة شدد السيد نزار بركة، على أن افتتاح هذا الجناح يعد “لحظة فريدة، خاصة بالنسبة لنا، والحدث يعقد في بلد شقيق هو السنغال”، البلد الذي تجمعه بالمملكة المغربية علاقات وطيدة، وعريقة “تتجاوز الجوانب الدبلوماسية أو الاقتصادية البسيطة، لتشكل نموذجا حقيقيا للتعاون جنوب جنوب”.
وأشار إلى أن دكار تجمع اليوم الجهات الفاعلة في قطاع الماء، على الصعيد العالمي، بمناسبة المنتدى العالمي التاسع الذي يهدف إلى أن يكون “منتدى للتعبئة وحافزا للعمل، وإشراك مختلف المعنيين بشكل مباشر أو غير مباشر بقضايا الماء، في إطار نهج متكامل ومترابط وشامل”.
وأضاف السيد نزار بركة أن “المنتدى العالمي للماء هو أيضا لقاء مهم للمملكة المغربية، حيث يقام خلال الجلسة الافتتاحية العامة لكل دورة حفل خاص لتسليم جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء”.
وقال في هذا الصدد، إن الدورة السابعة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء اختارت كشعار لها ” الأمن المائي المحلي من أجل تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي“، وهو موضوع يتلائم تماما ورسالة ومهام منظمة تنمية نهر السنغال، التي اختيرت فائزة بجائزة هذه الدورة.
وأشار إلى أن قناعة لجنة التحكيم كانت مدفوعة بالإرث الكبير والجهود العظيمة التي تبذلها هذه المنظمة من حيث الحكامة ومبادراتها التي تجمع بين الأمن المائي والأمن الغذائي، ولكن أيضا بدورها في تعزيز السلام والازدهار والتنمية الإقليمية للدول الأعضاء.
كما يقدم الجناج المغربي للزوار وسائل ومعدات إعلامية ومنشورات تتناول مواضيع تتعلق بتعبئة المغرب للماء وخبرته في مجال بناء السدود أو الطاقات المتجددة أو حتى تحلية المياه.
وتميز حفل افتتاح الجناح المغربي بكلمات رئيس المجلس العالمي للماء لويك فوشون، وحامد ديان ساميجا المفوض السامي لمنظمة تنمية نهر السنغال الهيئة الفائزة بالنسخة السابعة من جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء.
وقد أعرب ساميجا عن شرف المنظمة البالغ بفوزها بهذه الجائزة المرموقة، قائلا إنه لشرف عارم للمنظمة أن تفوز بهذه الجائزة المرموقة التي تحمل اسم الراحل الحسن الثاني، “صاحب الرؤية المتبصرة، الرجل الذي ميز عصره“.
وقد تم إحداث جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء سنة 2000 بمبادرة مشتركة بين المملكة المغربية والمجلس العالمي للماء، ومنحت لأول مرة خلال المنتدى العالمي الثالث للماء بكيوطو باليابان سنة 2003.
وتكتسي هذه الجائزة الكبرى صبغة تاريخية وفريدة من نوعها، سواء من خلال رمزها الذي يكرم ذكرى جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، عرفانا بسياسته الحكيمة والاستباقية في مجال التعاون والتضامن من أجل تدبير مستدام للموارد المائية والمحافظة عليها، أو من خلال محتواها الذي يهدف الى مكافأة التميز في الإنجازات والمساهمات لإيجاد حلول مستدامة لإشكاليات الماء على جميع الأصعدة.
وبالموازاة مع حضورهم في المنتدى العالمي التاسع للماء من خلال تسليم جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، وتخصيص جناح خاص بالمغرب، من المقرر أن يقوم أعضاء الوفد المغربي المشارك في المنتدى، وعلى رأسهم السيد نزار بركة، بالمشاركة في أشغال عدد مهم من المؤتمرات الوزارية والاجتماعات رفيعة المستوى خلال هذا المنتدى.
ومن هذه الأنشطة ندوة مهمة تنظمها المملكة المغربية يوم الخميس 24 مارس حول تنمية العالم القروي للتأقلم مع آثار التغيرات المناخية.
وسيشكل المنتدى التاسع للماء فرصة للسيد بركة لإجراء عدة لقاءات ثنائية مع نظرائه الوزراء المشاركين في المؤتمر من أجل تدارس سبل تطوير وتثمين علاقات التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ويجمع هذا الملتقى العالمي الذي تحتضنه مدينة دكار، كل الأطراف المعنية من مختلف بقاع العالم، من أجل تعبئة المجتمع الدولي حول القضايا المتعلقة بالماء وبالتالي المساهمة في رفع التحديات التي يواجهها العالم في هذا الصدد.
ويتم تنظيم المنتدى العالمي للماء مرة كل ثلاث سنوات من طرف المجلس العالمي للماء وبلد مضيف. وتمثل هذه النسخة تحديا خاصا على اعتبار أنها تنظم لاول مرة في بلد افريقي جنوب الصحراء وبالتالي فهي مناسبة لتدارس التحديات الخاصة بالقارة الافريقية المرتبطة بالماء والتطهير.
فمنذ مراكش 1997 ووصولا الى برازيليا 2018، سيتم من جديد تكريس المنتدى العالمي للماء بدكار 2022 كأرضية فريدة لتبادل الخبرات والمعارف وتعبئة قدرات الابتكار والإبداع حول القضايا المتعلقة بالأمن المائي.
وحيث أن الماء ليس مادة حيوية فحسب بل توفره وجودته يؤثران مباشرة على رفاه البشرية وتنميتها، اتخذت هذه الدورة كشعار لها ” الأمن المائي من أجل السلام والتنمية”، لتجسد محطة استراتيجية للأجندة الدولية من أجل إرساء وترسيخ الوعي الجماعي العالمي لضرورة اعتبار الماء أحد العوامل الرئيسية المحفزة للتنمية والتي تمكن من القضاء على الفقر.