اختتام المنتدى العالمي التاسع للماء باعتماد إعلان دكار
دكار – اختتمت اليوم الجمعة ببلدة ديامناديو، على بعد 30 كلم من العاصمة السنغالية دكار، أعمال الدورة التاسعة للمنتدى العالمي للماء المنعقدة منذ يوم الإثنين بمشاركة المغرب، تحت شعار “الأمن المائي من أجل السلام والتنمية”.
وتمت المصادقة في اختتام أشغال هذا المنتدى العالمي على “إعلان دكار” فيما يخص قضايا الماء، ومختلف إشكالياته الراهنة ذات الصلة، والمعنون ب “الصفقة الزرقاء” الذي يدعو لتأمين المياه والتطهير من أجل السلام والتنمية، ويطالب المجتمع الدولي بالتعجيل بتنفيذ الحق في الحصول على مياه الشرب وشبكات التطهير لجميع الساكنة، من خلال اعتماد القوانين التشريعية المناسبة، وحشد جميع الجهات الفاعلة من خلال تبني استراتيجيات متكاملة وشاملة.
كما تدعو الوثيقة إلى تعزيز تطبيق القانون الدولي الإنساني، ولا سيما البروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف لعام 1949، والتي تنص على حماية شبكات إمدادات المياه وأنظمة التطهير التي تعتبر حيوية في أوقات النزاع.
ويدعو الإعلان إلى اعتماد خطط إدارة مستدامة ومتكاملة للحفاظ على موارد المياه والنظم البيئية وضمان المرونة والصمود، في مواجهة التغيرات المناخية والضغط الديموغرافي، وأيضا العمل على زيادة الوعي بهذه القضايا من أجل تشجيع التحول نحو أنماط إنتاج واستهلاك أكثر استدامة ومسؤولية للماء وتعزيز حماية الأراضي الرطبة وتشجيع الحفاظ على أنظمة المياه التقليدية وإعادة معالجة وإعادة استخدام مياه شبكات التطهير.
وتميز حفل اختتام المنتدى بتسليم جائزة كيوتو العالمية للماء، والتي منحت لمنظمة براغاتي من الهند تقديرا لجهودها في استخدام الطاقة الطبيعية ليس فقط لحل مشاكل المياه ولكن أيضا لتقليل التأثير البيئي.
كما أوصى المنتدى حكومة السنغال والمجلس العالمي للماء، بصفتهما المنظمين المشاركين للمنتدى، بتقديم “إعلان دكار” هذا كمساهمة في مؤتمر الأمم المتحدة حول الماء المقرر عقده في عام 2023.
ودعا المجتمع الدولي وجميع الأطراف المعنية إلى المصادقة على “إعلان دكار بشأن أمن المياه والصرف الصحي من أجل السلام والتنمية” والمساهمة في التنفيذ الفعال لنتائج وتوصيات هذا المنتدى.
وستعقد الدورة العاشرة من المنتدى العالمي للماء في عام 2024 في بالي بإندونيسيا.
وشكل المنتدى العالمي للماء، الذي جمع رؤساء دول وحكومات ومسؤولي العديد من المؤسسات الدولية والخبراء والجهات الفاعلة في القطاع من جميع القارات، (أكثر من 5500 مشارك) محطة هامة للمناقشات وتبادل الخبرات بشأن القضايا المتعلقة بالماء والرهانات العالمية المطروحة في هذا المجال، ومختلف الانشغالات ذات الصلة، خصوصا تلك التي مصدرها التغيرات المناخية المتسارعة.
ومثل هذا المؤتمر العالمي، وهو الأول من نوعه الذي يتم تنظيمه في بلد في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لحظة رئيسية لتوجيه نداء قوي من أجل حفز بلورة قرارات ملموسة لتحسين الوصول إلى مياه الشرب وشبكات التطهير كأحد الحقوق الرئيسية والأساسية.
وكان هذا الاجتماع الدولي الذي نظمه المجلس العالمي للماء بالاشتراك مع الحكومة السنغالية، أيضا فرصة لإجراء مناقشات مثمرة، وتبادل الخبرات بين المشاركين والحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، بشأن القضايا المتعلقة بالماء، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز السياسة الوطنية بشأن حصول الجميع على مياه الشرب وتوفير شبكات التطهير.
وشارك المغرب في هذا المنتدى العالمي بوفد رفيع يضم نحو 50 مسؤولا من الوزارات والمؤسسات العمومية والمنتخبين برئاسة وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة.
وبهذه المناسبة أقامت وزارة التجهيز والماء جناحا مغربيا تم تجهيزه في مركز المعارض، مثل فرصة لعرض وإبراز التجربة المغربية في مجال الماء، كما شهد الجناح تنشيط عشر محاضرات وجلسات نقاش من قبل خبراء مغاربة في عدد من المجالات المتعلقة بموضوعات الماء.
ولعل أبرز محطة في هذا الحدث الدولي هي من دون شك حفل تسليم الدورة السابعة من جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للمياه، للفائز بها منظمة تنمية نهر السنغال وذلك من طرف السيد نزار بركة خلال حفل افتتاح المنتدى بحضور عدد من رؤساء الدول وممثلي المنظمات الدولية والعديد من الشخصيات.
ونظمت النسخ السابقة من هذا المنتدى العالمي في مراكش (1997) ولاهاي(2000) وكيوتو وأوساكا (2003) ومكسيكو سيتي(2006) واسطنبول (2009) ومرسيليا (2012) ودايجو بكوريا الجنوبية (2015) وبرازيليا (2018).