مشاركون في منتدى جهات إفريقيا يدعون إلى تعزيز الصمود أمام التغيرات المناخية
السعيدية – دعا المشاركون في ورشة نظمت، اليوم الخميس بالسعيدية، ضمن فعاليات الدورة الأولى لمنتدى جهات إفريقيا، إلى تحقيق تنمية تعزز الصمود أمام التغيرات المناخية.
وأكد المشاركون في هذه الورشة، التي تناولت موضوع “الحكومات المحلية.. الصمود أمام التحديات المناخية”، على ضرورة التوفر على الإمكانيات البشرية والمالية اللازمة لمكافحة آثار التغيرات المناخية ومواجهة الكوارث الطبيعية والتقليل من أخطارها على المجتمعات.
ومن أجل رفع التحدي المناخي، أكد المتدخلون على ضرورة تعميم التعليم والتربية البيئية، مشيرين إلى أن ما بين 23 و26 في المائة فقط من الساكنة تدرك أسباب التغير المناخي وآثاره.
وفي هذا الصدد، تطرق الأمين العام لمجموعة الخبراء الدوليين حول المناخ (سويسرا)، السيد عبد الله مقسط، إلى التحديات الناجمة عن أزمة تغير المناخ وتبعاتها الصحية وتلك المتعلقة بالهجرة، مؤكدا أن الحكامة الجيدة وفاعلية المؤسسات ركيزتان أساسيتان لفاعلية كل سياسات مكافحة التغير المناخي.
ودعا الخبير الدولي إلى اعتماد إطار تشريعي ملائم واستراتيجية شاملة، منصفة ومتكاملة، وتعزيز التعاون العابر للحدود والتنسيق بين السلطات العمومية للتكيف مع تغير المناخ وتقديم الدعم المادي للخبرات والبحوث العلمية والتأطير، مشيرا إلى أن 3,8 في المائة فقط من اعتمادات البحوث العالمية مخصصة لإفريقيا.
من جانبه، تناول رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، اهرو أبرو تجربة المغرب التي ترتكز على الخبرة التي تمت مراكمتها في مجالات السكان ومأسسة الحكامة المناخية والوعي الجماعي والتعاون بين الفاعلين على المستويين الجهوي والمحلي.
وقال إن المملكة تتوفر على رؤية طموحة لمكافحة التغير المناخي تجسدت من خلال العديد من الاستراتيجيات والمخططات والسياسات الوطنية، لا سيما سياسة تغير المناخ الوطنية، مبرزا أن مجهودات مكافحة تغير المناخ لن تكون فعالة إلا إذا توافقت مع الخصوصيات المحلية.
وأكد المسؤول المحلي على أن سياق الجهوية المتقدمة يحتم إطلاق دينامية ترابية لمكافحة التغير المناخي.
وتم خلال نفس الورشة، استعراض تجارب إفريقية في مجال مكافحة تغير المناخ، من بينها تجربة مجلس جهة نواكشوط في تدبير مخاطر هذه التغيرات على الطبيعية والإنسان، وتجربة الحكومات المحلية في نيجيريا في مجال مواجهة آثار التغيرات المناخية، مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار الصحية والمتعلقة بالهجرة المترتبة عن هذه التغيرات.
ويعرف منتدى جهات إفريقيا، المنظم بشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، ومجلس جهة الشرق، وبدعم من المديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية، مشاركة أزيد من 20 دولة إفريقية تعتمد نظاما لامركزيا، وحضور نحو 85 رئيس ورئيسة جهات إفريقية.
ويشارك في هذا المنتدى، الذي يحضره رؤساء جهات وحكومات فيدرالية، 400 مشارك وخبراء عالميين، لمناقشة مجموعة من المواضيع من أهمها الشراكات جنوب-جنوب، والتنمية المستدامة، والمنافسة الترابية، والتغيرات المناخية، والمرونة الاقليمية، وإدارة الموارد البشرية والمالية.