الهجرة والانتقال الطاقي من أولويات السيد ميارة في إطار البرلمان المتوسطي
روما – أكد السيد النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين ورئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، أن مجال العمل الأول الذي يتصدر قائمة أولويات عهدته في إطار هذه المنظمة يتمثل في مسألة الهجرة والانتقال الطاقي.
وقال السيد ميارة في كلمته خلال افتتاح الدورة الـ 49 لمكتب برلمان البحر الأبيض المتوسط، اليوم الثلاثاء بروما، إن المنطقة المتوسطية أكثر المناطق المعنية، بشكل خاص، بتدفقات الهجرة غير النظامية، مشددا على أن “من واجبنا معالجة هاته القضية بحس إنساني عالي وتضامن ومسؤولية”.
وأشار إلى أن الانتقال الطاقي والتكامل الاقتصادي يشكلان محورا رئيسيا لبرنامج العمل، حيث يمثل التخلص من الكربون والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، فرصة لإعادة التفكير في نظام الإنتاج في بلدان المنطقة، ووسيلة للحفاظ على البيئة المشتركة، كما يبقى التكامل الاقتصادي أساس الرخاء والاستقرار.
وذكر بأن مجلس المستشارين نظم في دجنبر من العام الماضي، بشراكة مع برلمان البحر الأبيض المتوسط، النسخة الأولى من أشغال “المنتدى البرلماني الاقتصادي الأورومتوسطي والخليجي” بمراكش، الذي شكل فرصة لتقييم التقدم المحرز صوب تحقيق تكامل اقتصادي إقليمي، وإنشاء مجتمع طاقي أورومتوسطي وخليجي.
وأبرز السيد ميارة أن أشغال النسخة الثانية من هذا المنتدى الاقتصادي ستنصب على الانتقال الطاقي نحو الطاقات المتجددة، مع التركيز على التكنولوجيا الضرورية لدعم هذه العملية، فضلا عن الدور الجوهري لريادة الأعمال.
وشدد، من جهة أخرى، على مواصلة تعزيز التعاون، بهدف مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، لاسيما من خلال مراقبة الوضع الأمني عن كثب في منطقة الساحل، وكذا تنظيم أنشطة مشتركة مع بلدان هذه المنطقة، بهدف تقاسم التجارب معها في هذا المجال.
وبالإضافة إلى أعضاء الجمعية البرلمانية المتوسطية، والأمين العام للمنظمة، سيرجيو بيازي، وسفير جلالة الملك بإيطاليا، يوسف بلا، عرف اللقاء حضور الشيخ عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، وجهاد الفاضل نائب رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين. واعتبر السيد ميارة ذلك تجسيدا لحرص برلمان البحر الأبيض المتوسط على مد الجسور بين المنطقة الأورومتوسطية والخليج، من أجل تعزيز الحوار المستمر والبناء، في مواجهة التحديات المطروحة، وبوصفه وسيلة فعالة لضمان السلم والاستقرار والرخاء المشترك.
وبهذه المناسبة، وقف المشاركون في المؤتمر دقيقة صمت تكريما لروح رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الواحد الراضي، واستحضارا لخصاله الإنسانية والتزامه السياسي.
وانتخب السيد النعم ميارة، بالإجماع، رئيسا جديدا لبرلمان البحر الأبيض المتوسط للفترة 2023-2024، عقب أشغال الدورة العامة السابعة عشرة للجمعية العامة لهذه الهيئة.
وتأسس برلمان البحر الأبيض المتوسط سنة 2005 من قبل البرلمانات الوطنية التابعة لدول المنطقة الأورومتوسطية. ويعتبر الخلف القانوني للمؤتمر المعني بالأمن والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط الذي أطلق في أوائل التسعينات.
ويتمثل الهدف الرئيسي الذي تسعى هذه المنظمة البرلمانية إلى تحقيقه، في نسج تعاون سياسي واقتصادي واجتماعي بين الدول الأعضاء من أجل إيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تواجهها المنطقة الأورومتوسطية ودول الخليج، وإيجاد مساحة للسلام والرخاء لشعوبها.