السعودية ترصد أزيد من 24 مليار دولار لتحقيق 16 هدفا بيئيا وزراعيا في المملكة
الرياض – أعلن وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي عبد الرحمن الفضلي عن رصد حكومة بلاده لمبلغ 92 مليار ريال (حوالي 24 مليار ونصف المليار دولار) لتحقيق 16 هدفا استراتيجيا في المجالين البيئي والزراعي ضمن رؤية المملكة 2030.
وقال الفضلي خلال افتتاحه أعمال المنتدى السعودي للمياه والبيئة مساء أمس الأحد في الرياض، إن هذه المشاريع تهم “المحافظة على الموارد المائية وتنميتها واستدامتها وترشيد استخداماتها، وذلك بوضع استراتيجية وطنية للمياه تهدف أساسا إلى التطوير المؤسساتي، والعمل على تهيئة البيئة المناسبة لخصخصة خدمات المياه، وتعزيز مصادر وأمن الإمداد المائي، والاستفادة المثلى من التقنيات الحديثة”.
وأضاف أن من أهم أهدافها أيضا إشراك القطاع الخاص في إطار مؤسسي يشمل إنتاج المياه، والنقل والتوزيع، وزيادة السعات التصميمية لمحطات معالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها، والتوسع في إنشاء محطات جديدة للاستفادة الكاملة من المياه المعالجة، والحد من استنزاف المياه الجوفية، وخفض نسبة الهدر في شبكات المياه.
وأكد الفضلي أن المملكة تسعى إلى الاستفادة المثلى من مياه الأمطار من خلال تنفيذ مئات السدود في جميع مناطق المملكة، لتضاف إلى 535 سدا قائما حاليا، تزيد سعتها التخزينية عن ملياري متر مكعب، مشيرا إلى أن قطاع تحليه المياه المالحة بالمملكة سيخضع بدوره لنظام الخصخصة في المرحلة المقبلة.
وبخصوص القطاع البيئي، أشار الوزير إلى التوجه نحو وضع استراتيجية وطنية شاملة للبيئية، وآليات لتفعيل الرقابة والالتزام بالأنظمة البيئية وتطوير برامج ونظم رصد الملوثات ومراجعة الرسوم والمخالفات، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الوزارة أقرت 18 مبادرة لحماية البيئة وتطوير الأرصاد والخدمات التي تقدمها، ومبادرتين لتنمية الغابات والمراعي، وتطوير المنتزهات الوطنية واستثمارها”.
ومن جانبه، استعرض وزير البيئة والموارد المائية السنغافوري ماساغوس ذو الكفل تجربة بلاده في إدارة أزمة المياه، مشيرا إلى أن سنغافورة واجهت سنوات من الجفاف، “وهذا التحدي الصعب دفعنا إلى التطوير والإبداع في مجال المياه وتحويل هذا التحدي إلى نقطة قوة حتى أصبحت سنغافورة في السنوات الأخيرة نموذجا يحتذى في مجال إدارة المياه بكفاءة”.
وأوضح ذو الكفل أن “استراتيجية إدارة المياه في بلاده تقوم على تجميع مياه الأمطار في أنهار وبحيرات خاصة تم إعدادها لذلك، إضافة إلى تحلية مياه البحر، وتوعية الجماهير بأهمية المحافظة على الماء وتقليص نسبة الهدر أو الخسارة في هذه المادة الحيوية”.
وتنتظم أشغال المنتدى حول دراسة الرؤية المستقبلية لقطاعي المياه والبيئة ضمن رؤية المملكة 2030، وعرض التجارب والخبرات الدولية في هذا المجال، إضافة إلى بحث إدارة التغيير في قطاع المياه في المملكة والفرص الاستثمارية في مجالي البيئة والمياه.
كما يناقش المنتدى زيادة الكفاءة وتحسين الأداء التشغيلي في البيئة والمياه في المملكة، والتطورات والفرص في الاستخدام الصناعي المستدام للمياه، والفرص في مياه الصرف الصحي من خلال إعادة الاستخدام، فضلا على استعراض فرص الاستثمار في قطاع البيئة من خلال إدارة النفايات.
كما أقيم على هامش المنتدى، الذي يشارك فيه عدد من الخبراء المحليين والعالميين، معرض متخصص يشارك فيه أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة متخصصة في المجالين المائي والبيئي.