كرانس مونتانا…الدول الجزرية تحذر من تداعيات التغيرات المناخية على مستقبلها وتدعو إلى تحرك عاجل لمواجهتها
الداخلة – دقت الدول الجزرية الصغيرة السائرة في طريق النمو، اليوم السبت بالداخلة، ناقوس الخطر بخصوص التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على مستقبلها، داعية إلى تحرك عاجل لمواجهتها.
وشددت هذه الدول خلال مؤتمرها الاستثنائي، الذي انعقد بالداخلة على هامش منتدى كرانس مونتانا الذي يمتد إلى غاية 21 من الشهر الجاري، على ضرورة إرساء استراتيجية مبتكرة سواء على الصعيد الدولي أو على مستوى الدول الجزرية لمواجهة آثار التغيرات المناخية.
وأكد رئيس جمهورية فانواتو، السيد بالدوين لونسلاد، على أنه بات من الضروري تعزيز قدرات الدول الجزرية الصغيرة على مواجهة الأمراض والكوارث الناجمة عن الاحتباس الحراري التي تهدد مستقبلها.
ودعا، في هذا السياق، الدول المصنعة إلى تحمل مسؤوليتها، مبرزا ضرورة اللجوء إلى الطاقات النظيفة وأهمية التعاون الدولي والعمل المشترك من أجل رفع التحديات المناخية.
أما المتحدث باسم برلمان جزر مارشل، كنيت كيدي، فحذر من خطر ارتفاع منسوب المياه، الذي يعد مظهرا من مظاهر هشاشة الدول الجزرية، مشيرا إلى تسجيل العديد من الأوبئة بفعل الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وبعد أن أكد على أهمية التنمية المستدامة والطاقات المتجددة، اعتبر كيدي أن التعاون بين جميع الدول يفرض نفسه بقوة، ما دام الخطر لا يحدق بالدول الجزرية فقط. كما دعا إلى تظافر جهود القادة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية.
من جهته، قال رئيس الوزراء السابق بهايتي، لوران لاموث، إن الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها بلاده أثرت على ناتجها الداخلي الخام، مشددا على ضرورة وضع استراتيجية للتمويل من خلال صناديق مبتكرة. وأشار إلى أن البلدان الجزرية استقبلت 6 بالمائة فقط من المبالغ التمويلية المتوقعة.
وأشاد المسؤول الهايتي السابق بدعم جلالة الملك محمد السادس لبلاده بعد تعرضها لعدد من الكوارث الطبيعية وخاصة زلزال 2010، مشيرا إلى أن المملكة أرسلت 500 ألف طن من المساعدات الفلاحية لفائدة فلاحي هايتي.
بدورها، أبرزت وزيرة خارجية سانت لوسيا، السيدة سارة فلود بيبرون، التأثير السلبي للتغيرات المناخية على الفلاحة، التي تعد قاطرة للتنمية بالدول الجزرية، مضيفة أن هذا القطاع يساهم ب50 بالمائة من الناتج الداخلي الخام في بلادها.
وسجل وزير السياحة والتجارة العالمية بسانت كيتس ونيفيس، لندساي غرانت، التأثيرات السلبية للسياحة على البيئة نظرا لارتباطها بصناعات مختلفة.
أما الوزير الأول لدولة توفالو، إنيل سبوواغا، فدعا إلى الانتقال من الأٌقوال إلى الأفعال، مضيفا أن الوقت حاسم بالنسبة للدول الجزرية. كما أبرز في هذا الصدد أهمية التعاون بين بلدان الجنوب في محاربة التغيرات المناخية.
بدورها قالت السيدة الأولى بجمهورية سورينام، أنغريد والدينغ بوتريس، إن زراعات المجتمعات القبلية للسكان الأصليين في بلادها أصبحت مهددة بالتغيرات المناخية، وهو ما سيقضي على مصدر رزقهم، مشيرة في هذا الصدد إلى زراعة الموز التي توفر من خلالها النساء الغذاء لعائلاتهن.
وكان السفير المكلف بالمفاوضات متعددة الأطراف في لجنة الإشراف على مؤتمر المناخ كوب 22، السيد عزيز مكوار، قد أبرز في كلمته الافتتاحية لهذا المؤتمر الجهود التي بذلتها المملكة خلال هذا المؤتمر (كوب 22)، الذي نظم بمراكش في نونبر الماضي، من أجل الانكباب على مشاكل الدول الجزرية.
وبعد أن أكد أن الرئاسة المغربية لكوب 22 تعمل مع المنظمات المالية الدولية لتوفير خط مالي للدول الجزرية، شدد مكوار على ضرورة مواصلة الجهود في إطار من التعاون المندمج، مبرزا أن العالم التزم بمراكش بدعم هذه الدول.
وكانت مدينة الرباط قد احتضنت النسخة الأولى لمنتدى المغرب-جزر المحيط الهادي دجنبر 2012 والنسخة الثانية لنفس المنتدى يوم 14 دجنبر 2015، ما يعكس إرادة المغرب ودول جزر المحيط الهادي لبناء مستقبل مشترك بإعطاء دفعة جديدة لعلاقاتهما.
ن ف