شرفات أفيلال تؤكد على أهمية المياه العادمة المعالجة بالنسبة للمغرب كبديل لارتفاع الطلب على الماء
الرباط – أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، يوم الأربعاء، بالرباط، على أهمية المياه العادمة المعالجة بالنسبة للمغرب كبديل إزاء ارتفاع الطلب على الماء في قطاعات معينة.
وأبرزت السيدة أفيلال خلال صبيحة إعلامية نظمتها الوزارة تخليدا لليوم العالمي للماء في موضوع “إعادة استعمال المياه العادمة: لماذا نبذر الماء” وبمساهمة كل من وزارة الداخلية والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، أهمية الماء في الوسطين الحضري والقروي، مسجلة أنه “إزاء ارتفاع الطلب على الماء مع محدودية الموارد المائية الطبيعية وندرتها تحت تأثير التغيرات المناخية، فإن المياه العادمة تشكل بديلا آخر لاستعمالات متعددة كالسقي والأنشطة الصناعية… مما سيمكن من ضمان الأمن المائي لبلدنا”.
كما شددت الوزيرة ، وفق بلاغ للوزارة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء، على ضرورة العمل على تثمين هذه الامكانات وذلك عبر الانتقال من نمط “المعالجة- الطرح” المستعمل حاليا إلى نمط “المعالجة- إعادة الاستعمال” مما سيمكن مما لا شك فيه من إعطاء دفعة قوية لإعادة استعمال المياه العادمة التي لا تتجاوز نسبتها حاليا 9 في المائة، أي ما يقدر ب 47,5 مليون متر مكعبا في السنة.
ومن جانبه أفاد ممثل وزارة البيئة بأن إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة جزء لا يتجزأ من التدابير المتخذة لتنفيذ توجيهات الميثاق الوطني للبيئية.
وسلط ممثل مديرية الماء والتطهير بوزارة الداخلية على رؤية 2020 للمخطط الوطني للتطهير السائل والذي يهم 365 مدينة ومركزا بالمغرب كما فصل برامج تمويله وكذا الشراكات والإجراءات التكميلية لتطهير سائل أفضل.
ووفق المصدر نفسه، فإن المدن المغربية تقوم بطرح مايقدر ب 550 مليون متر مكعب في السنة من المياه العادمة، حيث تتم معالجة 45 في المائة منها بفضل 117 محطة معالجة، إلا أنه وبالرغم من هذه الإمكانات فإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة تظل محدودة.
وأضاف أن الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء تولي عناية خاصة لتشجيع وتنمية إعادة استعمال المياه العادمة لبلوغ الهدف المسطر من قبل المخطط الوطني للماء والمتمثل في إعادة استعمال مايناهز 325 مليون مترا مكعبا في السنة في أفق 2030، وذلك وعيا منها بأن إعادة استعمال المياه العادمة ستمكن من رفع عدد من التحديات المرتبطة بالإنتاج الغذائي والتنمية الصناعية والاقتصادية للمغرب ، مشيرا إلى أن كلفة الاستثمار المتعلقة للمخطط الوطني للتطهير السائل تناهز 43 مليار درهم منها 12 مليار درهما لتمويل انجاز محطات معالجة المياه العادمة.
وقد تم خلال هذا اللقاء، حسب البلاغ، الاعلان عن قرب استكمال المخطط الوطني لإعادة استعمال المياه العادمة بانخراط جميع القطاعات الوزارية المعنية، والذي يحدد الإطار المؤسساتي والتنظيمي لتنفيذ مشاريع إعادة الاستعمال ويقترح التركيبات المالية لإنجازها.
كما عرفت الصبيحة الإعلامية مشاركة عدد من الخبراء (المكتب الشريف للفوسفاط، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وأمانديس، والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش) والذين قاموا بعرض وتقاسم الخبرات حول مشاريع إعادة الاستعمال في مجالات عديدة وعلى مستوى عدد من مدن المملكة، كما عملوا على إعطاء صورة حول الوضعية الراهنة لإعادة استعمال المياه العادمة بالمغرب، وكذا مناقشة أفق التنمية المستقبلية بهذا الخصوص.
ويروم هذا اللقاء تحسيس مختلف الفاعلين بالأهمية والأولوية التي يكتسيها اللجوء إلى استعمال المياه غير التقليدية ومنها على الخصوص المياه العادمة.