الانبعاثات الناجمة عن الآثار السلبية لتربية الماشية تمثل 14 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة بالعالم
(من مبعوثي الوكالة)
مكناس – أكد المشاركون في لقاء علمي حول “تربية الماشية وحماية البيئة” على هامش الدورة ال12 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، أن الانبعاثات الناجمة عن الآثار السلبية لتربية الماشية تمثل 14 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة على الصعيد العالمي.
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء ومكتب الاستشارة الفلاحية المغربي-الألماني، وكذا المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، أن هذه الانبعاثات ناجمة بالأساس عن سوء تسيير القطيع واستغلال الموارد المائية والطبيعية الضرورية لتربية الماشية.
وفي هذا الصدد، قال سريري محمد طاهر الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، إن سوء تدبير الموارد الطبيعية المستعملة في تربية الماشية يؤثر بشكل سلبي على البيئة، سواء من حيث استنزاف الموارد المائية والطبيعية، أو من خلال تنامي انبعاثات الغازات الدفيئة التي يخلفها هذا النشاط الفلاحي.
وأضاف الأستاذ سريري في عرض حول “المشاكل البيئية المرتبطة بتربية الماشية بالمغرب”، أن هذا النشاط الفلاحي يخلف على سبيل المثال 590 ألف طن من غاز الميثان على الصعيد العالمي (5 في المائة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، موضحا أن نوعية الغازات تختلف حسب نوعية القطيع.
ولفت إلى أن تربية الأبقار تخلف 239 ألف طن من غاز الميثان (47,5 في المائة) في السنة، و66 ألف طن بالنسبة للماعز (13 في المائة)، و89 ألف طن بالنسبة للأغنام (37,2 في المائة).
وأشار إلى أن تربية الأبقار تتطلب على الخصوص 1,5 متر مكعب من الماء لكل كيلوغرام من علف (الحبوب)، و5,6 متر مكعب لإنتاج لتر واحد من الحليب.
وأكد أن النمو الديمغرافي وتطور الفلاحة الصناعية ساهم في تزايد الضغط على الموارد الطبيعية، إلى جانب تطور الاستهلاك الذي انتقل في قطاع الدواجن مثلا من 70 ألف طن سنة 1980 إلى 510 آلاف طن سنة 2014.
وشدد في هذا السياق على ضرورة إرساء فلاحة مندمجة تكرس الممارسات التي توفق بين حماية النظم البيئية، وبين تحسين المردودية وسلاسل القيمة الفلاحية، وكذا متطلبات التصنيع والتسويق.
وشكل هذا اللقاء العلمي فرصة لمناقشة كافة المشاكل البيئية المرتبطة والتدابير الواجب اتخاذها لمواجهة هذا التحدي، إن على مستوى الفلاحين والتعاونيات، و المنظمات المهنية القطاع العام.
وتسعى الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء إلى تحسيس الفاعلين في القطاع بضرورة المساهمة، إلى جانب الدولة، في المجهودات الرامية إلى تقليص آثار النشاط الفلاحي على البيئة.
يشار إلى أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، منذ إطلاقه سنة 2006، بات يشكل واجهة للقطاع الفلاحي والتقدم الذي يحققه، وأرضية للقاءات والأعمال بالنسبة للفاعلين من مختلف دول العالم.
وتحطم الدورة ال12 من هذا الملتقى، المنظم تحت شعار “النشاط التجاري الزراعي وسلاسل القيمة الفلاحية المستدامة”، من 18 إلى 23 أبريل، أرقاما قياسية على مستويات عدد الزوار والعارضين والدول المشاركة والندوات الموضوعاتية، والفاعلين ضمن المجتمع المدني.