أي حل لمواجهة التغيرات المناخية يتطلب تغييرا جذريا لنموذج النمو والتنمية
الصويرة – أكد الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد إدريس الكراوي، اليوم الجمعة بالصويرة، أن أي حل لمواجهة التغيرات المناخية يتطلب تغييرا جذريا لنموذج النمو والتنمية.
وقال في تدخل له خلال أشغال الدورة الثامنة لتظاهرة (وومانز تريبون)، المنظمة ما بين 16 و 18 مارس الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إنه”يتعين ادراك أن السعي إلى إيجاد حل للتغيرات المناخية، يتطلب التغيير الجذري لنموذج النمو والتنمية، وبالتالي على الدول والاقتصادات والمقاولات أن تنتج وتستهلك على نحو مغاير”.
وأضاف أنه على الدول أن تغير، كذلك، نظام حكامة مجتمعاتها واقتصاداتها لينصب اهتمامها على الاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الأزرق، ومهن التنمية المستدامة، والطاقات المتجددة، وكل ما يتيح الاستدامة والاستمرارية، والادماج الاجتماعي.
وأبرز السيد الكراوي، في هذا السياق، أن هذا التغيير أصبح ضروريا، “لأننا في صلب الأجيال الجديدة للحقوق المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة”، مضيفا أن الوضع الحالي جد خاص على مستوى القارة الإفريقية، مما يتطلب التحلي بالمسؤولية والقيام بأعمال ملموسة وتوفير تمويل ملائم، وهي الالتزامات الدولية التي تم تبنيها خلال اتفاق باريس، وأيضا، بمناسبة قمة المناخ “كوب 22” بمراكش.
كما ذكر بآثار التغيرات المناخية على القارة، والتي من بينها أن 60 في المائة من الساكنة الإفريقية تعاني من الوقع السلبي لهذه التغيرات، التي تسببت أيضا في تسجيل حوالي 10 ملايين لاجئ، مشيرا إلى دراسات توقعية تظهر أن 30 في المائة من الساحل الإفريقي ستكون مهددة في أفق 2050، وأن من بين 10 دول الأكثر تعرضا لهذه التغيرات، هناك ست دول إفريقية.
وتجاه هذه الوضعية، يقول السيد الكراوي، فإن المجتمع الدولي مطالب بدعم القارة الإفريقية من خلال على الخصوص، دعم المبادرات القابلة للتنفيذ، على غرار المبادرة الثلاثية “مبادرة التكييف الفلاحي بإفريقيا مع التغيرات المناخية”، التي أطلقها المغرب، والمبادرة الثلاثية “الاستدامة والاستقرار والأمن” التي أطلقتها السينغال والمغرب، ومبادرة حول الماء بإفريقيا للجميع، التي يدعمها المغرب ويشرف عليها البنك الافريقي للتنمية.
وشدد السيد الكراوي على ضرورة التفكير الجماعي على مستوى القارة وتعبئة كل الفاعلين والقوى الحية بالبلدان الإفريقية من مقاولات ومجتمع مدني، وجامعات، بالإضافة إلى النساء لترجمة ذلك إلى أفعال ملموسة، مع الاستفادة من المبادرات المحلية والنجاحات المتميزة.
كما ألح على دور المرأة في هذا المجال من أجل تنمية مستدامة ومحاربة أثر التغيرات المناخية، وذلك باعتبار المرأة توجد في مقدمة المتأثرين من النتائج السلبية للتغيرات المناخية، والتي تتسبب في حرمانها من التربية والصحة والحصول على عمل بكرامة والتحرر السياسي.
ودعا إلى ارساء تربية بيئية حقيقية، تكون سبيلا إلى تعبئة جميع الفاعلين بما فيهم الهيآت غير الحكومية، مع الاعتماد على المعرفة المحكمة والعلوم، فضلا عن الابتكار والهندسة في هذا المجال.
من جهته، سلط المدير العام لشركة الاستثمارات الطاقية السيد أحمد بارودي، الضوء على الدور الكبير للمرأة في تنمية المجتمع على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأيضا، البيئية، مسجلا أن هذا الملتقى يروم إبراز مبادئ التنمية المستدامة والحكامة الجيدة من أجل رفاهية الأجيال المقبلة.
وأشار إلى التقدم الكبير الذي حققه المغرب في مجال محاربة التغيرات المناخية، وعلى الخصوص، على المستوى التنظيمي والقانوني، وعلى صعيد التربية من خلال نطاق واسع للتحسيس والبحث العلمي لايجاد حلول ملائمة لهذه الظاهرة، وكذا عبر مشاريع إيكولوجية كبيرة في مختلف الميادين، من ضمنها الطاقات المتجددة، والمدن الخضراء، والنقل العمومي.
أما السيدة أوليماتا سعار عضوة بالمجلس الاستشاري لنساء الأعمال بمؤسسة “شيري بلير” ( السينغال)، فدعت من جانبها، النساء إلى الانخراط أكثر فيما يخص القضايا التي تحظى باهتمامهن، وأن تكن أعضاء فاعلات من أجل الولوج إلى مراكز القرار، مسجلة أن التغيير سيأتي من المرأة، مما يستدعي ضرورة النهوض بظروفها السوسيو اقتصادية، وتشجيع تمكينها المالي، وتعلمها وتحررها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من جمعية (وومانز تريبون) تسعى إلى خلق تقاطع بين الآراء والنظريات، والتفكير والنقاش حول مواضيع تتضافر فيها المعارف والتجارب والتطبيقات.
ويشارك في هذه التظاهرة، التي تعد ملتقى للتبادل حول مواضيع ذات الصلة بمحاربة التقلبات المختلفة الأشكال، منها التقلبات المناخية المعروفة على نطاق واسع في الوقت الراهن، ثلة من الشخصيات من عالمي السياسة والاقتصاد ومختصين في مجال البيئة والصحة، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني المغاربة والأجانب.
ويشمل برنامج هذه التظاهرة عقد نقاشات وموائد مستديرة حول مواضيع تهم على الخصوص، روح المقاولة والمسؤولية في حماية العالم ومواجهة التحديات بشكل جماعي، والتنمية المستدامة، والديمقراطية التشاركية.