تحسين تدبير النفايات الصلبة البلدية في المدن الإفريقية يتطلب تدابير تقنية واجتماعية ومؤسسية (خبير)
الرباط – قال ميتسو يوشيدا، المستشار التقني في مجال تدبير النفايات في الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، اليوم الأربعاء بالرباط، إن تحسين تدبير النفايات الصلبة البلدية في المدن الإفريقية يتطلب اتخاذ تدابير تقنية واجتماعية ومؤسسية.
واعتبر السيد يوشيدا، في مداخلة له في إطار جلسة نقاش بمناسبة الاجتماع السنوي الأول للأرضية الإفريقية للمدن النظيفة، والذي يستمر حتى 28 يونيو بالرباط، أن من اللازم على المستوى التقني تحسين جمع النفايات ونقلها والتخلص منها نهائيا، واعتماد المعالجة الوسيطة وتشجيع ثلاثية تقليص وإعادة استخدام وإعادة تدوير النفايات.
وفيما يتعلق بالتدابير الاجتماعية والمؤسسية، شدد الخبير الياباني على أهمية سن قوانين وتنظيمات لضمان الحكامة الجيدة، وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وإدماج القطاع غير النظامي في نظام تدبير النفايات الصلبة وتحسيس العموم بقضايا البيئة والنفايات، وتعزيز الوعي البيئي، والتحسيس بالعلاقات المتصلة بالإدماج الاجتماعي.
وسجل السيد يوشيدا وجود اختلافات بين المدن في مشاريع تدبير النفايات الصلبة في إفريقيا، ولكنها تشترك في بعض النقائص، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تتعلق بقصور في توضيح المسؤوليات وإعداد السياسات والتخطيط.
وشدد الخبير الياباني على أن وجود إطار مؤسسي يتسم بالفعالية والشفافية أمر ضروري للحكامة الجيدة في تدبير النفايات الصلبة، وعلى ضرورة ضمان التنسيق بين النظامين الاقتصادي والاجتماعي ونظام الإدارة العمومية.
وقال السيد يوشيدا إن “النظام الاقتصادي يولد منافع اقتصادية في اقتصادات التكتلات، ويشكل في الوقت نفسه مصدرا هاما لإدرار النفايات، والنظام الاجتماعي يوفر ويحمي البيئة الحضرية للناس. ويجب على الإدارة العمومية أن تجمع تكلفة معالجة النفايات التي ينتجها النظام الاقتصادي وأن تقدم خدمة عمومية في مجال تدبير النفايات للنظام الاجتماعي”.
واعتبر أنه من الممكن تطوير العلاقة بين هذه الأنظمة الثلاثة بفضل أدوات اقتصادية مثل سعر الوحدة واسترداد الإيداعات، وإتاوات المنتجات، والإعانات الممنوحة في مجال إعادة التدوير، والضرائب على مدخلات السلع الأولية.
ويشكل هذا الاجتماع، الذي تنظمه الوكالة اليابانية للتعاون الدولي بشراكة مع وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، ووزارة البيئة اليابانية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومدينة يوكوهاما، مناسبة للمشاركين لمناقشة الضغط البيئي على المدن الإفريقية، والذي صار بفعل النمو السكاني والتطور الاقتصادي وتسارع وتيرة التمدن، يتزايد بشكل أكبر، لاسيما في قطاع النفايات، الذي قد يؤدي سوء تدبيره إلى آثار مضرة بشروط النظافة وبصحة السكان.
وكان إعلان مابوتو، الذي تمت تلاوته في الاجتماع التحضيري، المنعقد في أبريل 2017 بالموزمبيق، قد شكل الإعلان الرسمي عن الأرضية الإفريقية للمدن النظيفة. وقد وضعت هذه الأرضية التنموية المفتوحة أمام الحكومات الوطنية والمحلية والمدن والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية، كهدف رئيسي تعزيز أهداف التنمية المستدامة، من خلال الربط الشبكي وتبادل المعارف في مجال تدبير النفايات بين مختلف البلدان الإفريقية، وذلك في أفق مدن نظيفة وصحية، بحلول 2030.
وخصص اليوم الأول من هذا الاجتماع لتبادل المعارف والخبرات في مجال تدبير النفايات بالمغرب، فيما يخصص اليومان التاليان لـ “تبادل المعارف حول جمع المعطيات لتعزيز أهداف التنمية المستدامة والشراكة بين القطاعين العام والخاص” و “تمويل عملية تحسين تدبير النفايات بإفريقيا ومخطط عمل الأرضية الإفريقية للمدن النظيفة”.