مقال مميز“خليفة سات” قمر صناعي إماراتي في خدمة الجهود العالمية للحفاظ على البيئة

مقال مميز

29 أكتوبر

“خليفة سات” قمر صناعي إماراتي في خدمة الجهود العالمية للحفاظ على البيئة

(إبراهيم بنحمو)

أبوظبي – أطلقت الإمارات صباح اليوم الاثنين من المحطة الأرضية في مركز “تانيغاشيما” الفضائي في اليابان قمرها الصناعي “خليفة سات” إلى مداره في خطوة يتوخى منها المساهمة في الحفاظ على البيئة فضلا عن تلبية احتياجات المؤسسات الحكومية الاماراتية والتجارية حول العالم .

و سيتولى هذا القمر رصد التغيرات المناخية على المستوى المحلي وكذا دعم الجهود المبذولة على مستوى العالم في مجال حماية البيئة، ومن المنتظر أن يقدم صورا مفصلة للقمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، مما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري، إضافة الى مساعدة جهود الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية .

ويقول القائمون على مركز محمد بن راشد للفضاء الجهة المشرفة على المشروع إنه بمجرد دخول “خليفة سات” أول قمر صناعي صنع 100 بالمائه في الامارات إلى مداره المنخفض حول الأرض “على ارتفاع 613 كلم تقريبا” سيبدأ القمر عمله لالتقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل المركز ليلبي احتياجات المؤسسات الحكومية والتجارية حول العالم ‎.

ويرى مراقبون أن إطلاق “خليفة سات”، سيتيح للإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، وستستخدم صوره في مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني مما يتيح استخدام أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية في الإمارات، وكذ الخرائط التفصيلية للمناطق المراد دراستها، ومتابعة المشاريع الهندسية والإنشائية الكبرى.

ويشكل “خليفة سات” ،حسب تقارير إقتصادية ، تحولا في طبيعة وشكل استثمارات الإمارات في قطاع الفضاء والتي وصلت قيمتها حتى منتصف العام الجاري قرابة 22 مليار درهم ( حوالي 6 ملايير دولار ) بما في ذلك بيانات أقمار الاتصالات والبث الفضائي وأقمار الخرائط الأرضية والمراقبة والاستطلاع.

‎ويمتلك “خليفة سات” ، حسب مركز محمد بن راشد للفضاء خمس براءات اختراع، وهو أول قمر صناعي يتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في المركز، وعقب ارساله سيصبح القمر الصناعي الثالث لأغراض الرصد الذي تمتلكه الإمارات في المدار بعد “دبي سات 1″ و” دبي سات 2 “.

‎ويبلغ طول “خليفة سات” ، الذي بدأت مراحل انجازه سنة 2013، مترين ويصل وزنه إلى 330 كيلو غرام، ، كما أنه مزود بنظام تصوير متطور ، يمكنه من الوصول إلى دقة تصوير تصل إلى 70 سنتمر ا من على بعد 600 كيلومتر فوق سطح الكرة الأرضية.

وقال عامر الصايغ مدير مشروع “خليفة سات” في مركز محمد بن راشد للفضاء في تصريح صحفي بمناسبة الإعلان عن إطلاق القمر إن هذا الاخير يعد “إضافة نوعية في مجال تصنيع الأقمار الصناعية المتخصصة في رصد الأرض وتوفير المعلومات والبيانات التي تهدف لخدمة البشرية” موضحا ان فريق تصنيع القمر المكون من 70 مهندسا من مجالات وتخصصات مختلفة هم جميعا مواطنون إماراتيون شباب تتراوح أعمارهم بين 27 و28 سنة.

.وأضاف الصايغ أن القمر سيقدم خدمات للجهات الحكومية في البلاد والجامعات تتمثل في توفير صور عالية الجودة ودراسات بيئية والتحقق من تسرب النفط ومراقبة تلوث الأراضي وغيرها من الجوانب البيئية كما سيكون له دور في المساهمة من الحد من أضرار الكوارث البيئية في العالم عن طريق تقديم تقارير تحليلية لمساحة الأماكن المتأثرة بالكارثة وصور حية للأماكن الآمنة.

ويرى متتبعون بأن من شأن إرسال “خليفة سات” من مركز “تانيغاشيما” الفضائي الياباني على متن الصاروخ (إيتش 2 إي) ،تحقيق هدف الامارات المعلن بإطلاق 12 قمرا صناعيا بحلول 2020 وتحول قطاع الفضاء إلى أحد أهم القطاعات الاقتصادية والاستثمارية في البلاد.

اقرأ أيضا