مقال مميزالحزام الأخضر الرباط -تمارة .. فضاء طبيعي يعزز مكانة العاصمة كمدينة خضراء

مقال مميز

17 نوفمبر

الحزام الأخضر الرباط -تمارة .. فضاء طبيعي يعزز مكانة العاصمة كمدينة خضراء

الرباط – يعد الحزام الأخضر بين مدينتي الرباط وتمارة، الذي تم تشييده بناء على التعليمات السامية لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني سنة 1984 على مساحة تناهز 1000 هكتار، فضاء طبيعيا يكرس موقع العاصمة كمدينة خضراء ويسهم في إزالة الكربون من الغلاف الجوي.

ويوفر هذا المجال الطبيعي، التابع إداريا لجهة الرباط سلا القنيطرة، عمالة وجماعة الرباط، ما يسمى بالحلول القائمة على الطبيعة لمجابهة تغير المناخ، باعتباره رئة للمدينتين عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون خلال النهار وضخ الأكسيجين في الهواء بما يسهم في تنقية الجو وتلطيفه .

ولكونه فضاء للتفاعل الأحيائي، يرتبط النظام الإيكولوجي لهذا الفضاء الأخضر بعلاقة التأثير والتأثر المرتكز على دور التنوع البيولوجي في الحد من التغيرات المناخية، من خلال غطاء نباتي يزخر بالتنوع من قبيل المخروطيات، (الصنوبر…) والورقيات (الأكاسيا، الأوكاليبتوس…)، وثروة حيوانية مهمة من الحجل، والأرانب الوحشية، والقنية، والحمام البري وحمام الغابة، والسلوى( …).

وللحفاظ على هذا الموروث، تعمل الوكالة الوطنية للمياه والغابات على تنفيذ برنامج سنوي للتشجير على مستوى الحزام الأخضر للرباط، بهدف ملء المناطق الفارغة وتعويض الأشجار الميتة بفعل تقدمها في العمر أو بفعل سقوطها بسبب الرياح التي تعرفها المنطقة، ويختلف برنامج التشجير السنوي حسب عدد الأشجار اللازم تعويضها وحسب كثافة الغرس.

وفي هذا السياق، أوضح المدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة الرباط- سلا- القنيطرة، رشيد الكردودي، أن مساحة التشجير المبرمجة خلال سنة 2023 بلغت حوالي 100 هكتار، مضيفا أن الوكالة عبر مصالحها المختصة تقوم بمجموعة من البرامج والتدخلات، ترتكز بالأساس على تجديد وتخليف النظم الغابوية بالحزام.

وسلط السيد الكردودي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على التحديات التي يواجهها الحزام الأخضر، يلتقي فيها العامل الطبيعي بالبشري، من جفاف المناخ الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستوى التساقطات، واندلاع الحرائق خاصة في فترة الصيف، والارتياد غير المعقلن والعشوائي للفضاء الغابوي، وارتفاع نسبة الغازات الدفيئة.

ويشمل مجال تدخل الوكالة، الوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية، من خلال اتخاذ الإجراءات الموسمية اللازمة من أجل تجنب مسببات اندلاع وانتشار الحرائق، عبر تنقية الغابة من العشب اليابس والخشب الميت، وتعيين حراس لمراقبة الحرائق خلال فترة ارتفاع درجة الحرارة، وتهيئة نقط التزود بالماء، وإصلاح وتوزيع سيارات التدخل الأولي وفرق المكافحة على مستوى المناطق الحساسة، والتدخل العاجل والفعال في حالة اندلاع حريق بتنسيق مع المتدخلين المعنيين من أجل إطفائه في أقل مدة والحد من انتشاره.

ومن خلال نهج متكامل يقوم على الجمع بين الأشجار والشجيرات، تقوم الوكالة بأشغال الحراجة على مستوى الحزام الأخضر، عبر عمليات التنقية من الخشب الميت وتشذيب الأشجار، فضلا عن ضمان تتبع ومراقبة الأشجار الغابوية.

وفي هذا الإطار ، تقوم لجن مختصة بمراقبة دورية للحشرات والطفيليات التي قد تصيب الأشجار الغابوية كما توصي بالإجراءات اللازمة لمكافحتها والحد من انتشارها.

ولأن التوعية والتحسيس يعدان عاملان أساسيان في حماية الحزام الأخضر فإن الوكالة تعزز لدى مرتاديه، الوعي بضرورة الحفاظ على نظامه البيئي وتجنب رمي النفايات وكل ما من شأنه أن يسبب في اندلاع الحرائق.

بشكل عام توفر حماية الغابات وإدارتها واستعادتها من خلال الأحزمة الخضراء وغيرها من الحلول الطبيعية الخالصة، إمكانات التخفيف من وطأة التغير المناخي، عبر المحافظة على التربة وخصوبتها، وتنظيم جريان المياه كما تساعد على تغذية الفرشة المائية، وحماية البنيات التحتية من الانجراف، كما تعتبر أيضا بمثابة سد أمام الفيضانات.

وبالرغم من الاهمية البالغة لهذه المساحات الخضراء فإن التساؤل قائم حول قدرتها على احتجاز ثاني أكسيد الكربون خاصة أن الغابات تقوم خلال الليل بعملية “الزفير” بإعادة طرح هذا الغاز الكربوني في الغلاف الجوي.

اقرأ أيضا