المغرب يضطلع بدوره ضمن كوب 22 بحس كبير من الاعتزاز والمسؤولية (عزيز مكوار)
واشنطن – أكد السفير المكلف بالمفاوضات متعددة الأطراف في لجنة الإشراف على مؤتمر كوب 22 عزيز مكوار أن المغرب، المتمسك بجذوره الافريقية، يضطلع بدوره ضمن كوب 22 بحس كبير من الاعتزاز والمسؤولية، وهو ملتزم دوما بتقديم الدعم لجيرانه في مجال مكافحة التغيرات المناخية.
وأشار السيد مكوار، في مقال بعنوان “لماذا يشمل العمل المناخي محاربة الفقر” نشر على المجلة الأمريكية المتخصصة (بريكينغ إنيرجي . كوم)، إلى أن “المغرب في المقام الأول بلد إفريقي، ونحن ملتزمون بالاستخدام الجيد لخبرتنا – مثلا في مجال بناء أكبر محطة شمسية في العالم – لمساعدة جيراننا للدفاع عن أنفسهم ضد الكوارث المناخية”.
من هذا المنطلق، أوضح أن المملكة “تضطلع بدورها كرئيسة لكوب 22 بحس كبير من الاعتزاز والمسؤولية”.
وذكر السيد مكوار بأن جلالة الملك، في خطابه أمام الجلسة الرسمية رفيعة المستوى للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) الذي انعقد بمراكش في نونبر الماضي، دعا إلى “الإقدام على مبادرات ملموسة، وتدابير عملية”، وكذا احترام ودعم أولويات وموارد البلدان النامية.
وأضاف جلالة الملك أن “انعقاد هذا المؤتمر بإفريقيا، يحثنا على إعطاء الأسبقية لمعالجة الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، التي تزداد تفاقما بدول الجنوب والدول الجزرية المهددة في وجودها”.
ونوه السيد مكوار أن مؤتمر مراكش شكل “تقدما تاريخيا نحو مستقبل مستدام”، لافتا إلى أن بلدان العالم التفت حول إعلان مراكش معبرة عن إرادتها للعمل من أجل تنفيذ فعلي وفي الوقت المناسب لاتفاق باريس حول المناخ.
وأضاف أن مراكش كانت بالفعل الأرضية الأولى للفاعلين غير الحكوميين، ومن بينهم منظمات غير حكومية وشركات ومدن وأقاليم وتحالفات، موضحا “أنهم لم يكونوا فقط مجرد ملاحظين، بل فاعلين حقيقيين”.
في هذا الصدد، لاحظ السفير أن شراكة مراكش من أجل العمل المناخي كانت بمثابة تجسيد للإرادة المشتركة وتطلع نحو وضع إجراءات ملموسة لمتابعة هذه القفزة التاريخية.
كما سجل أن المغرب يعتبر أول بلد مضيف لمؤتمر الأطراف يحتضن، من بين لقاءات عديدة أخرى، اجتماعا ما بعد مؤتمر كوب بمشاركة المجتمع المدني من أجل تقييم نتائج (كوب 22)، ووضع خارطة طريق لمتابعة تنفيذها.
وفي الوقت الراهن، يضيف السيد مكوار، يعمل فريق مغربي على إعداد مؤتمر حول التغيرات المناخية، انعقاده مرتقب في ماي الجاري ببون، وذلك بتعاون وثيق مع فيجي، الرئيس المقبل لكوب 23، والاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية.
وخلص إلى أن المملكة، الحريصة على بناء مجتمع أكثر شمولا ومساواة، جعلت من التنمية المستدامة مكونا أساسيا في رؤيتها الاستراتيجية، ما سيمكن بالتالي من جعل التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي يسيران جنبا إلى جنب.