تغيير أساطيل المقاولات لتضم عربات بلا عادم.. تحد حقيقي للحفاظ على البيئة
(بقلم: سكينة بنمحمود)
الرباط – إذا كان العديد من الأفراد قد اختاروا قيادة عربات كهربائية، فإن تغيير أساطيل المقاولات لتشمل سيارات “بلا عادم” يبقى الرهان الحقيقي. ويتعلق الأمر بتحد كبير رفعته شركة “سيسترا” في المغرب عن طريق دمج سيارتين كهربائيتين ضمن أسطولها.
وقال مدير مشروع تمديد خط ترامواي الرباط- سلا، رومان دوكي، والذي يرى في هذا الاختيار انتصارا مزدوجا، “نستعمل العربات الكهربائية لمشروع الترامواي الرباط- سلا منذ سنة، وذلك بعد إبرام عقد إيجار لمدة 24 شهرا مع فرع “فتيم إل إل دي” التابع لمجموعة “ماريتا”.
وأوضح السيد دوكي، في هذا الصدد، أن إدماج هاتين العربتين “بلا عادم” لا يقلل فقط من التأثير البيئي لأسطول الشركة، بل يثبت أيضا أن “شركة سيسترا، والتي تعد شركة عالمية للهندسة في مجال النقل السككي، واعية بالتحديات البيئية الكونية”.
وأضاف مدير المشروع أن هاتين السيارتين الكهربائيتين تمكنان الشركة، التي تتوفر على أسطول من حوالي عشر عربات معبأة لفائدة مشروع ترامواي الرباط- سلا، من بلوغ حوالي 20 في المائة من “المركبات التي لا تنبعث منها غازات دفيئة”، معربا عن رغبته في مواصلة عقد الإيجار هذا مع “فتيم إل إل دي” على المديين المتوسط والبعيد في المغرب، لاسيما أن هذه المركبات هي ذات جودة عالية وبأفضل سعر.
ويشاطر زملاء السيد دوكي رأيه بشأن مزايا العربات الكهربائية، التي تتيح، علاوة على توفير الأمان والراحة التامة، زيادة الوعي بتدبير الطاقة.
فبالنسبة لفتاح أوتمزابت، المسؤول بمشروع تمديد خط ترامواي الرباط-سلا، فإن العربة التي تعمل بالبطارية تعد حضارية، ومريحة للغاية و”جد فعالة”، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالقيادة وسط المدينة، فضلا عن كونها تثير فضول العديد من المارة.
وأضاف السيد أوتمزابت أنه إذا كان وقت شحن بطارية هذا النوع من العربات الكهربائية لا يطرح أية مشاكل، فقد أعرب عن أسفه بسبب قلة محطات الشحن داخل مدينة الرباط، معتبرا أن عددها محدود للغاية رغم الإقبال المتزايد على السيارات الكهربائية.
من جهته، يرى صلاح الدين بنسالم، أن للسيارة الكهربائية التي اختار قيادتها منذ حوالي السنة، ميزات لا تحصى.
وأبرز، في هذا الصدد، أن هذه السيارة توفر راحة لا تضاهى، بفضل احتوائها على نظام مضاد للضوضاء، وهو الشيء الذي يعتبره السيد بنسالم ذا أهمية قصوى في الحد من خطر حوادث السير في المناطق الحضرية.
وفي ما يتعلق بمدة الشحن، أوضح أنه بالإضافة إلى المحطة المتواجدة بمقر شركة “سيسترا” والتي تستغرق مدة الشحن بها ثلاث ساعات ونصف كافية لقطع مسافة 160 كيلومترا، فإن محطات الشحن الأخرى الموجودة بالمدينة، ورغم أنها “غير كافية”، فهي تتطلب 45 دقيقة فقط من الشحن لقطع نفس المسافة.
وأضاف بنسالم أنه رغم أن السيارة التي تعمل بالبطارية تثير اهتمام الكثيرين، إلا أن مسألة سعة البطارية لا تزال هي الشاغل الرئيسي، مشيرا إلى أن التحول نحو السيارات الكهربائية ذات سعة عالية، والتي تصل إلى 360 كيلومترا أو أكثر من ذلك، سيكون حلا مواتيا يتيح مواصلة الحفاظ على البيئة الإيكولوجية بالمغرب.
وبرأيه، فمن المستحسن استخدام السيارة الكهربائية، في ظل الظروف الحالية، خلال التنقل لمسافات قصيرة، في حين تظل العربة الحرارية الأكثر ملاءمة في الأسفار، غير أنه يرى، بلا شك، “أن المستقبل سيكون ملكا للسيارات الكهربائية”.