(دار الأرزية) فضاء إيكولوجي جديد يرى النور بـآزرو
آزرو – دشن المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي ، اليوم الأربعاء بآزرو التابع ترابيا في إقليم إفران ، (دار الأرزية) التي تعد فضاء للتربية البيئية وللتحسيس بضرورة صيانة هذا الفضاء الغابوي.
ويندرج تدشين هذه البنية الجديدة في إطار تخليد المغرب لليوم العالمي للغابات الذي يحتفى به هذه السنة تحت شعار “الغابات والمدن المستدامة”، كحدث يعبر عن “الانخراط التام للمملكة في الجهود الدولية لحماية النظم البيئية عبر العالم”.
وتعد (دار الأرزية) التي يتوخى منها التمثل كذاكرة إيكولوجية وثقافية لشجرة الأرز بالأطلس، مركزا بيدغوجيا موجها للتحسيس وحماية غابة الأرز والأوساط الطبيعية بصفة عامة، وللتربية على البيئة.
كما يشكل هذا الفضاء الذي يطمح لأن يكون “رافعة للتنمية” للسياحة المستدامة ، وفق المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، ومركزا للتنشيط المدرسي والتربية على البيئة، وكذا فضاء للترفيه والاكتشاف وواجهة مجالية وثقافية.
وقد أنجز هذا المتحف الإيكولوجي في إطار التعاون مع جهة والونيا بجنوب بلجيكا، حيث سيسهر على تنشيطه أطر خضعت لتكوين في المجال.
ويغطي هذا المركز الذي يعالج ثلاثة من وظائف الغابة (البيئية والاجتماعية والاقتصادية)، 74 محطة تلامس في مجموعها مختلف المواضيع المرتبطة بشجرة الأرز. ويتعلق الأمر بالتنوع البيولوجي، والحياة البرية، والجيومورفولوجيا، والمناطق الرطبة، وتثمين شجرة الأرز، والتنمية المستدامة، والتربية على البيئة.
وصرح السيد عبد العظيم الحافي للصحافة بأن “هذه الدار تلخص كافة إشكاليات وتعقد النظام البيئي لشجرة الأرز سواء على صعيد الإمكانيات والهشاشة”، مضيفا أن أحد الأهداف الرئيسية لهذا الفضاء إثارة الانتباه لضرورة الحفاظ أكثر على هذا التراث الطبيعي.
وقال إن الاحتفاء باليوم العالمي للغابات مناسبة لتقييم عمل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر على مستوى تدبير المجال الغابوي في الفترة 2005- 2014، وعلى مدى السنوات الثلاث الأولى من العشرية 2015-2024، مشيدا بالنتائج المحصل عليها في مجال المحافظة على شجرة الأرز على الصعيد الوطني.
وحسب المندوب السامي، فإن جهود إعادة تشكيل النظم البيئية جعلت المغرب من بين البلدان ال25 التي حافظت على موروثها الغابوي.
وتشير تقارير المنظمة العالمية الأغذية والزراعة (فاو) إلى أن معدل وتيرة تنويع الغطاء الغابوي بالمغرب انتقل من ناقص واحد بين سنتي 1990 و2000 إلى زائد اثنين بين سنتي 2000 و2010.
وفي إطار الاستراتيجية 2015- 2024، ارتفع توسيع مجال انتشار شجرة الأرز بإقليم إفران إلى مساحة إجمالية تصل إلى 15 ألف و940 هكتار منها 7 آلاف تهم غرسا جديدا على مستوى مخطط الأطلس المتوسط، على أمل بلوغ ما لا يقل عن 30 ألف هكتار بغلاف مالي إجمالي يفوق 519 مليون درهم.
وعلى هامش تدشين (دار الأرزية) الذي حضره عامل إقليم إفران عبد الحميد المزيد، تم التوقيع على أربع اتفاقيات لحماية النظام البيئي لغابة الأرز ومختلف المكونات الحيوانية والنباتية.
وتقضي هذه الاتفاقيات بتحقيق جملة من الأهداف منها المحافظة على القرد من نوع (ماغوت)، وتتبع الطيور على مستوى المناطق الرطبة وإحداث منتدى للشباب يعنى بالحفاظ على المحيط الحيوي لشجرة الأرز.
وبالمغرب، تنتشر غابات الأرز على مساحة 134 ألف هكتار موزعة بين الأطلس المتوسط والأطلس الكبير ومرتفعات بويبلان والريف.