ريادة رئاسة مؤتمر (كوب 22) في الدورات حول التغيرات المناخية ببون
الرباط – شارك وفد مغربي هام، قاده السيد صلاح الدين مزوار، رئيس مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، بحيوية في أشغال المفاوضات حول التغيرات المناخية التي انعقدت ببون (ألمانيا)، واختتمت يوم الخميس الماضي.
وذكرت رئاسة (كوب 22)، في بلاغ بهذا الخصوص، أن الوفد المغربي، الذي ضم أيضا سفير (كوب 22) للمفاوضات متعددة الأطراف، السيد عزيز مكوار، والبطلة السامية للمناخ السيدة حكيمة الحيطي، شارك في أشغال الدورة ال46 للهيئات الفرعية لدى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي، والهيئة الفرعية للمجلس العلمي والتكنولوجي للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (إس بي إس تي أ 46)، وكذا في الجزء الثالث من الدورة الأولى لفريق العمل الخاص باتفاق باريس (أ بي أ 1-3).
واجتمع رئيس مؤتمر (كوب 22) مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة أمينة محمد، عقب الحدث الخاص الذي نظم بمناسبة مشاركته في دورات شهر ماي حول التغيرات المناخية، والذي تٍرأسه السيد مزوار.
وخلال هذا الاجتماع، الذي شاركت فيه كذلك باتريسيا اسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ، قال السيد مزوار “يجب علينا أن نحافظ على طموحنا الجماعي. إنه يحمل قيمة التضامن، فنحن على علم إلى أي حد يحتاج العالم إلى التضامن اليوم “.
وبحسب البلاغ، فقد أكدت الأمينة العامة المساعدة بمنظمة الأمم المتحدة، التي شاركت في ال(كوب 22) بصفتها وزيرة للبيئة في نيجيريا ، من جهتها، الحاجة إلى مواكبة أفضل لأهداف التنمية المستدامة، والتي يتعلق الهدف الـ13 منها بالتغيرات المناخية، موضحا أن السيدة أمينة محمد كانت تشغل سابقا منصب مستشارة خاصة لتخطيط أجندة التنمية المستدامة لما بعد 2015 لدى الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي-مون، خلال مرحلة إعداد أهداف التنمية المستدامة.
وقد استهل رئيس مؤتمر (كوب 22) أنشطة الأسبوع الأول بالانضمام للأمينة التنفيذية للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية وسفيرة المفاوضات متعددة الأطراف للرئاسة المقبلة ل(كوب 23)، نزهت شميم خان، خلال مؤتمر صحفي افتتاحي، جدد فيه السيد مزوار التأكيد على أنه “خلال مؤتمر كوب 22، أكد (إعلان مراكش) التزام المجموعات الدولية لفائدة عمل في مجال المناخ لا رجعة فيه”.
وأكد، في هذا السياق، أهمية الاعتراف بالدور المحوري للفاعلين غير الحكوميين ودعم عملهم في مجال المناخ، داعيا كافة الأطراف إلى دعم رئاسة مؤتمر (كوب 23) بفيجي من أجل إحراز تقدم في مشاريع مناخية ملموسة.
كما شاركت رئاسة (كوب 22) في ورشة مع ممثلي رئيسي (كوب 20) و(كوب 21)، علاوة على سكرتارية الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، من أجل تقاسم تجارب الرئاسات السابقة لفائدة الرئاسة المقبلة ل(كوب 23).
وكان هذا الأسبوع الأول كذلك مناسبة للإعلان عن تنظيم القمة العالمية للفاعلين في مجال المناخ “كليميت شانس” من 11 إلى 13 شتنبر 2017 بأكادير.
وتتمحور هذه القمة، التي تشكل أرضية حاسمة لتعزيز شراكة مراكش من أجل العمل المناخي الشامل الذي تم إطلاقه خلال مؤتمر (كوب 22)، والتي تنعقد لأول مرة بإفريقيا، حول مشاركة المجتمع المدني والفاعلين غير الحكوميين في مكافحة التغيرات المناخية.
من جهتها، وقعت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة للمغرب، السيدة نزهة الوافي، مذكرة “الساحل والمناخ” لحماية المحيطات، والتي ترتكز على مشاورات مؤتمر (كوب 22) بمراكش ودورات بون، والتي تحظى بدعم عدد هام من البلدان المعبأة لمكافحة تأثيرات التغيرات المناخية على المحيطات، لفائدة الهدف ال14 للتنمية المستدامة المتعلق بالمحيطات.
كما تم خلال هذا الأسبوع الأول انتخاب المغرب للرئاسة المشتركة للجنة باريس حول تعزيز القدرات، اعترافا بريادة المغرب في هذا المجال. ومثل المغرب في هذا الإطار مدير مركز الكفاءات للتغير المناخي (4 سي- المغرب)، السيد محمد نبو.
ومن جهة أخرى، نظمت الرئاسة المغربية لمؤتمر (كوب 22) العديد من التظاهرات، بما فيها لقاء حول التغيرات المناخية وحقوق الأطفال بالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف)، والمفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكذا ورشة حول انخراط الفاعلين غير الحكوميين، كالمقاولات والقطاع الصناعي والنقابات ومنظمات الشباب والنساء، والفرق المعنية بالنوع والشعوب الأصلية والحكومات المحلية، من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس.
كما نظمت استشارة مع ممثلي تسع مجموعات من ملاحظي الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية للوقوف عند التقدم المحقق، وكيف يمكن للرئاسة المغربية مواصلة دعم جهودهم من أجل الحفاظ على الزخم الايجابي للعمل المناخي لمراكش.
وعبر ممثلو كافة هذه المجموعات عن شكرهم للرئاسة المغربية، نظير الدعم الذي تلقوه طيلة ولايتها، وشفافية المقاربة، وعلى رفعها من مستوى التفاعل العميق والحقيقي مع المجتمع المدني ضمن أشغال مؤتمر (كوب 22)، وطلبوا منها تقديم دعمها لرئاسة مؤتمر (كوب 23) من أجل مواصلة هذا المسلسل والحفاظ على التوازن بين المفاوضات والأعمال.
وعلى إثر هذا الطلب، نظمت الرئاسة المغربية لقاء ثانيا، هذه المرة مع السفيرة المكلفة بالمفاوضات الخاصة بمؤتمر (كوب 23).
من جهة أخرى، أجرى السيد مكوار سلسلة من المشاورات حول الحوار التيسيري المقرر سنة 2018 والرامي الى تعزيز العمل المناخي وتحسين مستوى المساهمات المحددة وطنيا في أفق 2020، ومنها، على الخصوص، استشارة عمومية نظمت بمشاركة كافة المجموعات بالإضافة إلى الرئاسة المقبلة ل(كوب 23).
وأبرز البلاغ أن الرئاسة المغربية نظمت خلال الأسبوع الثاني، أربع لقاءات، موضحا أن اللقاء الأول، الذي شكل مناسبة لإبراز المبادرة المغربية بشأن تكييف الفلاحة بافريقيا، يتعلق بتحسين تمويل التكيف مع التغيرات المناخية. وتمحور اللقاء الثاني حول تعزيز القدرات وتحديدا كيفية تحسين الرؤية والنجاعة والتكاملية بشأن تعزيز القدرات لدعم الطموحات الوطنية المتعلقة بتنفيذها.
أما اللقاء الثالث فكان عبارة عن حوار حول التعاون بين الرئاسة المغربية لمؤتمر (كوب 22) ورئاسة جزر فيجي ل(كوب 23) من أجل تسريع وتيرة العمل المناخي، فيما تمحور اللقاء الرابع حول الرفع من حجم وتدفق تمويل المناخ والولوج إليه، من خلال مقاربات شاملة تشارك فيها جميع الأطراف المعنية.
وأشار البلاغ إلى أن الرئاسة المغربية ل(كوب 22) التقت خلال هذين الأسبوعين جميع مجموعات المفاوضين، بما فيها مجموعة الدول الأقل تقدما وتحالف أمريكا اللاتينية والكاريبي، والمجموعة الافريقية ومجموعة الدول العربية، وتحالف الدول الصغرى الجزرية، من أجل تتبع تقدم المفاوضات المتعلقة بتفعيل اتفاق باريس والقرارات المتخذة خلال مؤتمر (كوب 22) بمراكش.
وذكر المصدر نفسه بأن أجل إعداد قواعد ومساطر أو “برنامج عمل” تفعيل اتفاق باريس حدد في سنة 2018.
وبالإضافة إلى الأحداث التي نظمتها، شاركت الرئاسة المغربية، طيلة الأسبوعين، في سلسلة من اللقاءات، بما فيها اللقاء التقني حول التكيف مع التغيرات المناخية الذي يقوده البطلان الساميان للمناخ للمغرب وفيجي، ومبادرة “الشراكة حول المساهمات المحددة وطنيا”، التي يترأسها كل من المغرب وألمانيا.
وخلال دورات شهر ماي، أحرز المشاركون تقدما حول القضايا المتعلقة بتفعيل اتفاق باريس، لاسيما ما يتعلق بالشفافية والتكيف مع التغيرات المناخية، والتمويل وتعزيز القدرات ونقل التكنولوجيا، والتي شكلت، على الخصوص، أولويات مؤتمر (كوب 22).
وقدم رئيس (كوب 23)، فرانك بينيمارالا، في اليوم الأخير للمؤتمر، الخطوط العريضة لرؤية الرئاسة المقبلة، وذلك في كلمة أشاد فيها برئاسة مؤتمر (كوب 22).
وصرح الوزير الاول لجزر فيجي، وهو من بين البلدان الأكثر هشاشة أمام تأثير التغيرات المناخية، ب”أنه يريد التعبير عن المدى الذي يقدر فيه المجتمع الدولي الريادة المغربية”.
واجتمع ببون، في الفترة ما بين 8 و18 ماي الجاري، أربعة آلاف مشارك، من بينهم مفاوضون وخبراء وأعضاء ملاحظون من المجتمع المدني، يمثلون 184 طرفا، للمشاركة في هذه الدورات التي تمثل محطة رئيسية في مسلسل الانتقال من (كوب 22) إلى (كوب 23) المقرر ببون في نونبر القادم، برئاسة جزر فيجي.