أحداثمؤتمر ( كوب 25 ) ..رغم تباعد الطموحات فإن الأمل لا يزال قائما

أحداث

14 ديسمبر

مؤتمر ( كوب 25 ) ..رغم تباعد الطموحات فإن الأمل لا يزال قائما

ـ عمر لمرابط ـ

مدريد – لم يحقق مؤتمر ( كوب 25 ) الذي استضافته مدريد تحت رئاسة الشيلي ( 2 ـ 13 دجنبر ) والذي أعلن في البداية على أنه سيكون مؤتمرا لرفع مستوى الطموح في مجال العمل المناخي كل وعوده ، وأخذت الطموحات المعلنة منذ اليوم الأول من طرف الجهات والدول المعنية اتجاها تنازليا مع مرور الوقت لتخفت في النهاية.

فالمفاوضات التي انطلقت بداية في جو مفعم بالأمل تعقدت مع مرور الوقت ، وأصبحت جد صعبة خاصة أمام إصرار الدول الأكثر تلويثا على الثبات على مواقفها وبالتالي إحجامها عن اتخاذ أي موقف يلزمها بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة.

ففي الوقت الذي رفعت فيه البلدان التي لديها أدنى انبعاثات مثل باكستان والمغرب والشيلي وجميع البلدان الإفريقية من مستوى طموحاتها بهدف تصحيح وضعية المناخ وحماية كوكب الأرض وتغيير المسار الذي تسير فيه الكرة الأرضية نحو الكارثة والوضع المأساوي لم تبد الدول الأكثر تلويثا كالصين والبرازيل والهند وكندا وأستراليا أية مؤشرات على انخراطها في هذا المجهود وظلت متشبثة بمواقفها السابقة دون تحقيق أي تقدم يذكر.

وعلى الرغم من الضغوط التي مارستها الدول النامية التي هي في أفضل وضع فيما يتعلق باحترام الالتزامات التي تضمنتها اتفاقية باريس بخصوص التغيرات المناخية فإن البلدان المتقدمة التي تتحمل مسؤولية التحرك وواجب إعطاء المثال والنموذج اعتمدت سياسة الهروب إلى الأمام حتى لا تعطي التزامات ترى أنها لن تفي بها خاصة فيما يتعلق بالتمويل والمساهمة في الصناديق الخضراء.

وقد انتقدت تيريزا ريبيرا وزيرة الانتقال الإيكولوجي في الحكومة الإسبانية هذا الوضع بشدة ووجهت اتهامات مباشرة لبعض الدول بأنها ” تعمدت إبطاء المفاوضات حول العمل المناخي “.

وقالت تيريزا ريبيرا عضو الفريق المعين لتسهيل المفاوضات بين الجهات المعنية إن هناك العديد من الدول التي تفضل ” سياسة الخطوات الصغيرة وتكرر حصريا ما قيل في باريس قبل أربع سنوات ” ، بينما تؤكد التقارير العلمية التي صدرت مؤخرا على ضرورة التحرك الفوري وبأسرع ما يمكن لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية.

وأضافت المسؤولة الإسبانية إن ” الاقتصاديات الكبرى ” التي لم يقتنع زعماؤها بعد بأهمية العمل المناخي تظهر المزيد من المقاومة عندما يتعلق الأمر بالتحرك نحو التزام مشترك بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة “.

وأوضحت أن ” هناك عدة جهات تقول إن وتيرة التحرك ليست كافية وأننا بحاجة إلى التحرك بشكل أسرع وإلى رفع مستوى طموحاتنا لدعم وتعزيز دور العلوم في كل الميادين “.

وقالت ريبيرا ” إن الرؤى واضحة تماما خلال هذه المفاوضات بين أولئك الذين يريدون المضي قدما بشكل أسرع وأولئك الذين يريدون الاختباء وراء أشياء لا تجدي وذلك حتى لا يتقدموا إلى الأمام “.

وتتركز هذه الاختلافات التي دفعت بالمنظمين إلى تمديد القمة ( كوب 25 ) لوقت متأخر من ليلة أمس الجمعة في محاولة للتوصل إلى اتفاق مرضي لجميع الأطراف على التنظيم المستقبلي لأسواق الكربون وكذا على الإجراءات والتدابير الكفيلة بمساعدة البلدان التي تعتمد حصريا على الوقود الأحفوري وتحفيزها على تنويع اقتصادياتها.

كما شكلت المراجعة الطوعية والإرادية نحو الارتفاع للمساهمات المحددة وطنيا لكل بلد كما حددتها اتفاقية باريس موضوعا للخلاف بين أكثر الدول التزاما وتلك الدول الأخرى التي لا ترغب في تجاوز سقف الطموحات.

وإذا كانت قمة ( كوب 25 ) قد وصلت إلى نهايتها في ظل مواقف متباعدة حول الإجراءات والتدابير التي يتعين اتخاذها من أجل إنقاذ كوكب الأرض فلا يزال هناك مع ذلك أمل في المستقبل خاصة بعد أن لاحت من الآن تباشير القمة المقبلة ( كوب 26 ) التي ستحتضنها غلاسكو.

اقرأ أيضا