اليوم العالمي للأرض .. مناسبة لنتذكر عطايا أمنا الأرض التي تمدنا بالحياة
الرباط – يشكل اليوم العالمي للأرض الذي تخلده دول العالم في 22 أبريل من كل سنة، مناسبة لنتذكر أن أمنا الأرض، بكل نظمها الإيكولوجية، هي التي تمدنا بالحياة وسبل البقاء.
ويأتي إحياء هذا اليوم العالمي هذه السنة، في وقت تبرز فيه الحاجة إلى الاعتراف بالمسؤولية الجماعية لساكنة الكوكب، حيال كل ما يواجهه من مخاطر تهدد توازنه واستدامة نظمه البيئية والإيكولوجية، وفرصة أيضا لإذكاء الوعي بأنحاء العالم كافة بالتحديات التي قد تعصف برخاء الكوكب وأنماط العيش.
ولعل أفضل وسيلة للحفاظ على صحة “أمنا الأرض” وضمان مستقبل سلمي وآمن للأجيال، هي تكريس السلوكات الإيجابية وتعزيز ونشر التربية البيئية، وتمكين الفرد من خلال المعرفة مما يلهمه في العمل والدفاع وحماية البيئة.
وهذا ما يبرر اختيار منظمة الأمم المتحدة “محو الأمية المناخية والبيئية” كموضوع لهذه السنة، حيث اعتبرت أن التعليم هو أساس التقدم، و”نحن في أشد الحاجة إلى بناء مواطنة عالمية واعية بمفاهيم تغير المناخ ومدركة للتهديدات غير المسبوقة الماثلة أمام كوكبنا”.
وأضافت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني، “أننا في حاجة إلى تمكين كل فرد من الأدوات والسبل الكفيلة بالتوفر على ثقافة بيئية”، معتبرة أن محو الأمية المناخية والبيئية هو السبيل لتحسين القوانين والسياسات المتصلة بالمناخ والبيئة، فضلا عن تسريع وتيرة التكنولوجيا ذات الصلة بالوظائف الخضراء.
وتعكس الأرقام والإحصاءات المتوفرة بشأن انقراض أنواع الحيوانات والنباتات، وندرة المياه وتدهور الأراضي، وتفاقم الأمراض والأوبئة المرتبطة في العالم، القلق المتزايد بشأن مستقبل الكوكب، وكذا الدعوة إلى التفكير في مصير الأجيال.
وقد عزز مؤتمر المناخ (كوب22) المنظم بمراكش في نونبر 2016، الجهود العالمية المبذولة لمكافحة التغيرات المناخية، ووضع سبل للتكيف مع آثارها السلبية على البيئة والكائنات البشرية.
وعقد المؤتمر الرهان على تفعيل اتفاق باريس، أول اتفاق عالمي حول المناخ، والرامي إلى احتواء الاحترار العالمي لأقل من 2 درجات وتقليصه إلى 1,5 درجات، كما وضع كحد أدنى مبلغ 100 مليار دولار أمريكي كمساعدات مناخية للدول النامية سنويا.
وفي سنة 1990، وتحت إشراف الأمريكي دينيس هايس المدافع عن البيئة، أصبح اليوم العالمي للارض حدثا كونيا نظمت بعد اعتماده آلاف الأنشطة من تظاهرات وغرس للأشجار ومهرجانات حول الأرض، وحملات لتنظيف الأنهار والشواطئ والتظاهرات الثقافية.
وجمعت هذه الأنشطة والتظاهرات ما يزيد عن 200 مليون مشارك في 141 دولة، كما ويعمل اليوم أزيد من 500 مليون شخص في 140 بلدا كل سنة في إطار اليوم العالمي للأرض.
وانطلق الاحتفال باليوم العالمي للبيئة سنة 1970 عندما قام السيناتور الأمريكي جايلورد نلسون ومساعده دنيس هايس بزيارة لسانتا باربارا بولاية كاليفورنيا، وقد تملكهما الغضب والذعر عندما عاينا كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياة المحيط الهادي بالقرب من السواحل الأمريكية.
وعندما عادا إلى واشنطن، عملا على تمرير قانون يخصص يوم 22 أبريل من كل سنة كعيد عالمي للاحتفال بكوكب الأرض، حيث يصادف الوقت الذي يحل فيه فصل الربيع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وفصل الخريف في النصف الجنوبي منها.