سفيرة المغرب ببنما: المغرب اعتمد منذ عقود سياسة استشرافية في مجال التدبير المستدام للموارد المائية
بنما – أكدت سفيرة المملكة ببنما، أمامة عواد، أن المغرب اعتمد منذ عقود سياسة استشرافية في مجال التدبير المستدام للموارد المائية، تقوم أساسا على تنظيم وتعبئة هذه الموارد عبر بناء السدود.
وأبرزت السيدة عواد، في مداخلة ضمن أشغال “المؤتمر العلمي الدولي الثامن لمنطقة أزويرو”، الذي افتتحت أشغاله اليوم الاثنين بمدينة “تشيتري” البنمية حول موضوع “الماء جوهر الحياة والتنمية”، أن هذه السياسة الحكيمة باشرها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بإطلاق عملية واسعة لبناء السدود وتدبيرها بشكل محكم، وتتواصل اليوم تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وهو ما يجسد ممارسات فضلى في المجال تؤكد الاهتمام البالغ الذي طالما حظيت به إشكالية الماء بالمغرب.
وأوضحت أن هذا الاهتمام تجسد في مضامين دستور سنة 2011، والذي كرس، في فصله الـ31، مبدأ التنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية والحق في الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة، وأكد على مسؤولية الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية في العمل على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير الحصول على هذه الحقوق.
وأشارت الدبلوماسية إلى أن هذا الاهتمام المستمر بضمان الأمن المائي والغذائي دفع الدولة المغربية إلى البحث عن آليات واتخاذ مبادرات لاستباق حالات الأزمات المائية المحتملة.
وأضافت أن المغرب معرض، بسبب المناخ السائد في جزء كبير من مناطقه، لإجهاد مائي بسبب تواتر حالات الجفاف، ولذلك فإن اقتصاده القائم على الفلاحة يتطلب منح أولوية واهتمام دائمين لإدارة المياه، مبرزة أن المملكة تراهن على اقتصاد دائري يقوم على تدوير مياه الصرف الصحي لاستخدامها في قطاعي الفلاحة والصناعة، وذلك بهدف حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وشددت على أن السياسة العمومية في مجال تدبير الموارد المائية تروم تعزيز التنمية المستدامة والمنصفة بالمملكة، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن 97 في المائة من ساكنة العالم القروي تتوفر على الماء الشروب، كما تتوفر قطاعات الصناعة والفلاحة والسياحة على الموارد المائية الكافية اللازمة لأنشطتها، وذلك بفضل بناء 144 سدا كبيرا و255 خزانا صغيرا ينتظر أن تتعزز ببناء 12 من السدود الكبيرة الإضافية.
وقد تم بمناسبة هذا الحدث تتويج سفيرة المغرب ببنما بميدالية “باولا سوليس دي هويرتا “، والتي تمنحها جامعة بنما سنويا لشخصيات دبلوماسية وأكاديمية وعلمية وسياسية تقديرا لتعاونها مع المركز الإقليمي للجامعة بمنطقة أزويرو.
ويعرف المؤتمر العلمي الدولي الثامن لمنطقة أزويرو، الذي ينظمه المركز وتستمر أشغاله إلى غاية 13 من الشهر الجاري، مشاركة خبراء وأكاديميين وباحثين بنميين وأجانب وعدد من السفراء المعتمدين ببنما وكذا ممثلين عن الحكومة وعن القطاع الخاص.
ويشمل برنامج أنشطة دورة هذه السنة من هذا الحدث تنظيم لقاءات وندوات تتمحور حول مواضيع تهم الموارد المائية وسبل حمايتها، والحق في الماء الصالح للشرب، والصحة العامة في علاقتها بجودة المياه، وتأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية، على الخصوص، فضلا عن استعراض عدد من التجارب الدولية الناجحة في مجال تدبير الثروة المائية.