مائدة مستديرة بالرباط لبحث الممارسات الجيدة في تمويل النجاعة الطاقية في قطاع البناء بشمال إفريقيا والمتوسط
الرباط – شكل تبادل الممارسات الجيدة في تمويل النجاعة الطاقية في قطاع البناء في شمال إفريقيا والمتوسط، محور مائدة مستديرة إقليمية مساء أمس الاثنين بالرباط، بمشاركة ثلة من المسؤولين المغاربة والأجانب.
وتهدف المائدة المستديرة، التي تنظمها من قبل وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بشراكة مع التحالف العالمي للمباني والبناء وبرنامج النجاعة الطاقية في المباني، إلى تبادل التجارب بين مختلف بلدان المنطقة والدفع نحو انخراط أكبر لهذه البلدان في التحالف العالمي.
وقالت كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان، فاطنة الكحيل، في كلمة بالمناسبة إن هذا اللقاء يشكل أرضية لتبادل المعارف التقنية والممارسات الجيدة بين البلدان، إذ يشجع التقارب بين أعضاء التحالف العالمي للمباني والبناء من أجل تعزيز التعاون في مجال التخفيف والتأقلم بقطاع البناء في مواجهة التغيرات المناخية وتنفيذ المساهمات الوطنية المحددة وأنظمة القياس والمتابعة والمراقبة وتبادل الممارسات الجيدة في تمويل النجاعة الطاقية.
وأبرزت السيدة الكحيل، في هذا الصدد، الانخراط القوي للمغرب، بالرغم من كونه بلدا ذا انبعاثات ضعيفة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في ضمان انتقال نحو نموذج منخفض الكاربون، مع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية، مؤكدة أن هذا الانخراط يشمل كل القطاعات الاقتصادية وخصوصا قطاع البناء.
وأوضحت أن المملكة تهدف في مساهمتها الوطنية المحددة إلى تحقيق هدف غير مشروط لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة ب17 بالمائة وهدف مشروط في حدود 42 بالمائة في أفق 2030.
وشددت المسؤولة، من جهة أخرى، على الحاجة إلى تطوير شراكات مثمرة وتعبئة آليات ملموسة تستجيب لحاجيات مختلف الأعضاء وللأهداف المحددة في مجال التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية في قطاع البناء.
من جانبه أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والتنمية المستدامة، عزيز الرباح، أن هذا النقاش يشكل فرصة للحصول على أجوبة ملموسة لكل الأسئلة المتعلقة بالتنمية المستدامة وبالتغير المناخي بشكل خاص.
وأشار في هذا الإطار إلى أن اللقاء دليل على الأهمية التي توليها المؤسسات الدولية لتجربة المغرب وديناميته، مضيفا أن المملكة منخرطة ليس فقط من خلال استراتيجياتها بل أيضا من خلال الاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة.
وأضاف أن هذه المائدة المستديرة فرصة أيضا لتوجيه نداء من أجل انخراط حقيقي للقوى الكبرى سواء كانت دولا أو مجموعات صناعية.
من جهتها، شددت رئيسة أمانة برنامج النجاعة الطاقية للمباني، كريستيانا هايندير، على ضرورة توفر “الخبرة” و”القدرة على الفعل”، أي الموارد المالية، من أجل إحداث تغييرات في قطاع البناء، ومن ثمة تشييد مبان “ذكية” وذات جودة قادة على البقاء على المدى الطويل.
ويهدف التحالف العالمي للمباني والبناء، الذي تم إطلاقه خلال مؤتمر المناخ “كوب21” بباريس، إلى تعزيز قطاع بناء منخفض الكربون، وذلك من خلال تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين في قطاع البناء على المستوى العالمي.
ويعمل التحالف على تشبيك الفاعلين وتعزيز التعاون في مجال بلورة الأهداف والاستراتيجيات ووضع تصور للأدوات اللازمة (أطر تنظيمية، آليات تمويل…..) للانتقال بقطاع البناء إلى قطاع ناجع طاقيا ومتكيف مع التغيرات المناخية.